لا إِله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين - حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا - لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم - يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك - اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة

Friday, December 26, 2008

إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم


بسم الله الرحمن الرحيم
إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم

السبت القادم سوف يُحرق القرآن ، أنصروه
( إدارة كارفور ترفض المقاطعة و كنتاكي و ماكدونلز و هارديز و برجر كنج و بيتزا هات و ستار بكس )
قرروا شراء المنتجات الدنماركية لتعويض خسائر الدنمارك . . .
قاطعوا و انشروا الخبر لأن الدنمارك تريد حرق المصحف الشريف يوم السبت القادم في الساحة الكبرى في كوبنهاجن العاصمة رداً على المقاطعة الاسلامية . . .
أجوكم وحدوا الدعاء بأن يرسل الله عليهم من آياته ليكونوا عبرة للعالمين

Tuesday, December 23, 2008

هل يعتذر الإخوان للسنة في إيران؟!

هل يعتذر الإخوان للسنة في إيران؟!
صباح الموسوي المصريون 23 /11 /2008

تتوزع خارطة الحركة الإسلامية ( السنية ) في إيران بقدر التنوع القومي والجغرافي للبلاد، حيث لعب هذا التنوع دورا كبيرا في المتبنيات الفكرية للجماعات والحركات الإسلامية للقوميات والشعوب غير الفارسية.
ففي مناطق بلوشستان وخراسان شرقي إيران، وفي المناطق الساحلية الجنوبية ومحافظة هرمزكان ومحافظة فارس ، توجه الزعامات السياسية والروحية لأهل السنة في هذه المناطق في معظمها تميل إلى الفكر السلفي كما توجد بعض الشخصيات والمدارس الإسلامية في تلك المناطق التي تميل جماعة التبليغ و الدعوة ومنهج المدرسة الديوبندية. أما في إقليم الأحواز العربي فواقع الحركة الإسلامية تختلف فيه عن باقي المناطق الإيرانية ذات الأغلبية السنية التي يعود وجود الحركة الإسلامية فيها إلى زمن بعيد .
فالحركة الإسلامية في الأحواز حركة فتية عمرها قصير جدا ولم تتمكن بعد من إثبات وجودها بالشكل الذي هو عليه في المناطق الكردية و البلوشية أو التركمانية حيث أن الشعب في الأحواز غالبيته على المذهب الشيعي ( رغم أن الأحواز إلى زمن غير بعيد كانت سنية وكانت مركزا للمعتزلة والأزارقة ) والوجود السني فيها إلى ما قبل الثورة الإيرانية لم يكن له عمل مؤسساتي أو طموح سياسي يدفعه لإنشاء حركة منظمة ، ولكن نتيجة لزيادة الاضطهاد وتفشي ظاهرة الخرافات والطقوس الصفوية التي تستعملها السلطات الإيرانية للهيمنة على فكر المجتمع الأحوازي إلى جانب سياسة القمع وأساليب التفريس الأخرى ، فقد أوجد ذلك انقلابا فكريا وعقائديا عند الشريحة المتدينة من المجتمع الأحوازي أو ما يمكن تسميتها بعملية العودة إلى الجذور والانتماء إلى الفكر الإسلامي السني ولكن رغم ذلك لم تتبلور بعد حركة إسلامية واضحة الاتجاه والسبب يعود إلى جملة من العوائق، منها طبيعة الصراع (عربي فارسي) وشدة القمع الذي تمارسه السلطات الإيرانية ضد العرب عامة وأهل السنة خاصة بالإضافة إلى وجود الفكر الشيعي السائد في الإقليم. فالحركة الإسلامية الموجودة حاليا تعتمد نوع من التزاوج الفكري بين العروبة والإسلام و تطمح في نهاية المطاف إلى تحقيق رؤية فكرية واضحة وثابة المعالم والأهداف .
أما فيما يخص مناطق الأكراد غرب إيران فبحكم قربها من تركيا والعراق نجد أن الحركة الإسلامية يتوزع ولاؤها الفكري بين الصوفية و السلفية وقليل منها يتبع منهج إخوان المسلمين، الذين يتمثل وجودهم بـ "جماعة الدعوة و الإصلاح الإيرانية " وهي جماعة صغيرة العدد محدودة التأثير تأسست عقب انتصار الثورة والإيرانية عام 1979م في محافظة كرمانشاه الكردية غربي إيران و مؤسسو الجماعة هم المرحوم الأستاذ ناصر سبحاني و المرحوم الشيخ احمد مفتي زاده ، فقد قتل الأول في عام 1989م على يد المخابرات الإيرانية فيما قتل الثاني مسموما في عام 1993م بعد إطلاق سراحه من السجن الذي قضى فيه نحو عشرة سنوات. وكان الشيخ احمد مفتي زاده من أوائل رجال الدين السنة الإيرانيين الذين انضموا لجماعة الإخوان المسلمين ولكن على الرغم من تعرض قادة الجماعة للسجن والقتل إلا أن العلاقة بين التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والنظام الإيراني بقيت على متانتها ولم تتأثر أبدا، وقد ارجع البعض سبب ذلك أن جماعة الإخوان لم تكن تريد التضحية بعلاقاتها القوية مع إيران من اجل تنظيم صغير لا يتجاوز أعضائه العشرات من الأشخاص ومحصور في محافظة أو محافظتين إيرانيتين فقط. ويرى البعض الآخر أن من جملة ما يربط الإخوان بالنظام الإيراني هو وحدة الموقف من التيار السلفي والاتفاق على مواجهته واعتباره عدوا مشتركا و هذا يستدعي من الإخوان السكوت على ما يقوم به النظام الإيراني ليس ضد تنظيمهم في إيران وحسب وبل وحتى ما يقوم به من أشرس الانتهاكات ضد أهل السنة في إيران عامة ، وهذه العلاقة المتينة قد تحدث عنها احد قادة الأخوان " السيد يوسف ندا " بإسهاب في برنامج شاهد على العصر الذي تبثه قناة الجزيرة .

و مع تولي السيد "عبد الرحمن بيراني" منصب المرشد العام (الحالي) لجماعة إخوان المسلمين في إيران فقد تغيرت
العلاقة بين الجماعة والنظام الإيراني و حيث التصقت الجماعة بالتيار الإصلاحي وعقدت تحالفا مع " منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية " احد ابرز تنظيمات ما يسمى بالتيار الإصلاحي .

وعلى الرغم من اتخاذ الجماعة من كلمات ،الحرية ، العدالة ، المساواة ، شعارا لها إلا أنها قد صمت أذانها و ألتزمت
السكوت عن معظم ما تعرض له أهل السنة في إيران خلال السنتين الأخيرتين تحديدا حيث قام النظام الإيراني باعتقال وإعدام العديد من علماء ومثقفي أهل السنة و أغلق وهدمه العديد من المساجد والمدارس الدينية لأهل السنة لاسيما في بلوشستان وكردستان والأحواز. كما أن هذه الجماعة كانت السباقة في انتقاد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي عقب التحذير الذي أطلقه مؤخرا وبين فيه خطر التمدد السياسي الإيراني في البلدان العربية تحت عباءة التشيع ، حيث رأت الجماعة في بيانها المذكور انه ما كان ينبغي للشيخ القرضاوي طرح مثل هذا الأمر الذي يدخل في إطار الخلافي الفكري عبر وسائل الإعلام على حد زعمها، وهذا ما تتعارض و موقف عموم الحركة الإسلامية لأهل السنة في إيران التي انتقدت الجماعة انتقادا شديدا على هذا الموقف من الشيخ القرضاوي .

و في محاولة منها لامتصاص النقمة التي أثيرت ضدها إضافة و لفت الأنظار إلي وجودها بعد أن اكتسحت منظمة جند الله، التي تقاتل السلطات الإيرانية في إقليم بلوشستان ،الساحة الإعلامية داخليا وخارجيا و أصبحت صوتا مدافعا عن السنة بمختلف قومياتهم ، فقد سربت الجماعة خبرا إلى صحيفة الزمان العراقية الصادرة في لندن نشر بتاريخ 12/11/2008، يتحدث عن تجميد إخوان المسلمين في إيران عضويتهم في التنظيم الدولي للإخوان وذلك احتجاجا علي مساندته النظام الإيراني في أكثر من مناسبة. وأشار الخبر أن مراقب الإخوان في إيران عبد الرحمن بيراني وهو عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ابلغ عددا من قيادات الإخوان استياءه الشديد لمناصرة الإخوان في مصر وقيادات التنظيم الدولي للنظام الإيراني الذي لا يزال يصر علي مطاردة إخوان إيران والتنكيل بهم باعتبارهم جزءا من السنة في إيران الذين ترفض الحكومة الإيرانية بناء مساجد لهم في طهران أو مساواتهم بغيرهم من مواطني إيران. هذا الخبر الذي كان قد حاز على مساحة واسعة في الإعلام العربي فقد لقي تجاهل تاما من قبل الإعلام الإيراني كما انه لم يحظ بأهمية لدى النخب السنية الإيرانية وذلك لعدة اعتبارات أهمها عدم وجود تأثير لجماعة الإخوان بين أهل السنة في إيران هذا من جهة ،ومن جهة ثانية أن هذه الجماعة قد عرفت بمواقفها المتذبذبة من السياسات الطائفية والعنصرية التي ينتهجها النظام الإيراني ضد أهل السنة واعتبار أن الجماعة أصبحت ذيلية بإتباعها ما يسمى بالتيار الإصلاحي الذي ثبت كذب ادعائه و طائفية قادته.

و في الوقت الذي كان فيه المراقبون يتوقعون صدور تعليق سريع من قبل جماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية على الخبر المذكور باعتبارها الجهة المعنية بهذا الأمر فإذا بالتعليق العاجل الذي زاد الطين بلة يصدر عن إخوان المسلمين في مصر، فهذا التعليق المؤسف لم يكتف بنفي خبر انسحاب إخوان إيران من التنظيم الدولي للإخوان والذي ناقض فيه ما هو منصوص في المادة الأولى من الفصل الأول لبرنامج عمل إخوان إيران الذي يؤكد على أنهم جماعة إسلامية إيرانية مستقلة غير مرتبطة بأية جماعة أو حركة، بل إن هذا التصريح الذي جاء على لسان السيد " محمد مرسى " عضو مكتب الإرشاد لإخوان مصر يوم الأحد 16 2008/11/م قد انتقل من مجرد التحدث باسم إخوان إيران إلى تزييف الحقائق وخداع الرأي العام الإسلامي و تلميع الصورة السوداء لنظام ملالي إيران وذلك عندما قال " ليس صحيحا أن النظام الإيراني يرفض بناء مساجد للسنة في إيران، فهناك مسجد كبير للسنة في طهران "، فهذا التصريح يخالف الواقع ومعيب على جماعة بحجم الإخوان المسلمين أن تهبط إلى مستوى التضليل ،فهناك ما يقارب العشرين مليون من أهل السنة في إيران وأكثر من خمسين سفارة عربية وإسلامية بالإضافة إلى ممثلين لعشرات الحركات السياسية وقنوات التلفزة ووسائل الإعلام العربية في طهران فهل من المعقول أن كل هؤلاء لا يعلمون بوجد هذا المسجد المزعوم و إخوان مصر وحدهم من يعلمون به ؟ فنحن نطلب منهم أن يصرحوا باسم وعنوان هذا المسجد إن كانوا صادقين .

إن هذا التعليق المستعجل والمضلل من قبل مكتب الإرشاد لإخوان المسلمين في مصر سوف تكون له انعكاسات سلبية كبيرة على مكانة إخوان المسلمين بين أهل السنة في إيران ما لم يتم تدارك الموضوع وتصحيح الخطاء الذي ارتكب بحق أهل لسنة الذين كانوا يأملون ان تكون جماعة الإخوان في مصر عونا لهم لا عليهم .

Thursday, December 4, 2008

حزب الله.. ما أقبحها من صورة


طارق الحميد

جريدة الشرق الأوسط 6-5-1429هـ / 11-5-2008م

صحيح أن الصورة تساوي ألف كلمة.. وتفضح الزيف، وتكشف الخداع. ففي خطاب ما بعد الانقلاب على لبنان، وتركيبته، ادعى حسن نصر الله أن ملايين الدولارات صرفت من أجل تشويه صورته، وصورة حزبه الإلهي، إلا أن أفعال الحزب هي التي فضحت كذب سلاح المقاومة، وزيف حرص حسن نصر الله على لبنان ووحدة تركيبته.

فكم هي فظيعة الصور التي بثتها وكالات الأنباء العالمية لمسلحي حزب الله، وقوات «أمل»، أول من أمس، وهم يطأون بأقدامهم، ويحرقون، صور الشهيد رفيق الحريري ليضعوا بدلا عنها صورة الرئيس السوري بشار الأسد.

ولا يقل عنها بشاعة إلا صور اللبنانيين التابعين للموالاة وهم مكبلون ومعصوبو الأعين أمام كاميرات قناة «المنار» المروجة لسموم إيران وحزب الله وهم يستجوبون في صور تظهرهم وكأنهم أسرى إسرائيليون وقعوا في يد حسن نصر الله، لا لبنانيون يجمعهم وطن واحد أهم ضمان له هو حق العيش للجميع.

تلك الصور فضحت الكثير، وستبقى راسخة في الأذهان عمرا من الزمن، ولن تمحوها حروب حزب الله الافتعالية، حيث أظهرت اللقطات صورا طائفية عدوانية مقيتة من رجال ايران وسورية الذين طويلا ما حاضرونا بالوطنية، وهاجموا خصومهم بالعمالة.

حين كان يقال إن حزب الله إيراني ـ سوري، وإن زعيم «أمل» نبيه بري ليس محايدا، بل تابع لسورية، كان محللو الخراب يخرجون علينا منظرين، ومشوهين للحقائق، مثلما كان يخرج لنا حسن نصر الله على مدى العامين المنصرمين مقسما بالله، وقاطعا أغلظ الايمان بأن سلاحه لن يرتد على الداخل، فهذه الصور فضحت لنا الزيف، وما يريده حزب الله للبنان.

فأي معارضة تلك التي تعلن انتصارها برفع صورة زعيم بلد آخر في عاصمتها، وأي معارضة تلك التي تعلق صور مرشد إيران على الجدران في الشوارع، وتحتفل بصور مراجع حزب الله و«أمل» في الأحياء السنية اللبنانية؟ هل بعد هذه العمالة عمالة؟

يتهم حسن نصر الله، وأعوانه وموظفوه، في وسائل الإعلام المحسوبة على إيران وسورية، النواب المنتخبين من قبل الشعب اللبناني بالعمالة فقط لأنهم يرفضون مشروعه الإيراني، ويرفضون الوصاية، وإعادة الاحتلال السوري للبنان.

رفيق الحريري، الذي داس رجال إيران وسورية صوره، لم يحتل بيروت ويحرقها، بل عمّرها، ولم يجتمع مع اسرائيلي في الخفاء، ولم يفاوض، مستغلا تشويش أزيز المدافع، وغبار القتال، حتى لا يرى أو يسمع أحد. كما لم يفاوض إسرائيل، لا عن طريق وسيط تركي ولا غيره من الدول العربية، ويعتبر رقبة حسن نصر الله ورقة في ملف المفاوضات، بل كان ضمانا لحماية لبنان، وسلاح المقاومة المزعومة، لبنان الذي يحتله حزب الله اليوم.

تلك الصور القبيحة التي شاهدها العالم أجمع، يجب أن تكون الجرس لمن لم يفق في عالمنا العربي، حيث ان تلك الصور تعكس ملامح الدولة الإيرانية المراد زراعتها في العالم العرب

الدمار للبنان والشهرة لحزب الله

الدمار للبنان والشهرة لحزب الله
د. محمد العبدة

المسلم -21/6/1427

في أوقات سابقة وبسبب أحداث معينة كان البعض يسألني عن الفتن التي تحل بالمسلمين وما هو المخرج منها، وكان جوابي: إن ما تذكرونه ليس من الفتن لأن الحق فيها واضح والباطل واضح والفتنة هي عندما تلتبس الأمور على الناس فلا يدرون أين الصواب وأين الخطأ، وعندما تفجأهم الأحداث وتتملكهم الحيرة. إن ما يجري اليوم في لبنان هو من هذه الأحداث وهو من الفتن.

وقبل أن أوضح السبب وأبين اختلاط الأمر على الناس في هذه الحادثة لابد أن نقول: إننا مع مقاومة العدو الصهيوني في كل مكان وكل زمان بل كل مسلم يرى هذا حتى لا يزايد علينا المغرضون أو العاطفيون السذج، كما ان ما نقوله ليس مجاراة لدولة من الدول ولكنه تبيان للحقيقة كما نعتقدها.

فمن المعلوم أن حزب الله هو الذراع الطويلة لايران والنظام السوري، فهل ما يقوم به من أعمال هو خالص لأجل فلسطين أم لخدمة أهداف سياسية تريدها ايران وسورية؟. إن ايران وعملاءها يمزقون العراق ويذبحون أهل السنة فهل هذا لمصلحة فلسطين؟ والنظام السوري الذي ذبح الفلسطينيين في تل الزعتر يعمل لمصلحة فلسطين؟ وهل حماية الحدود في الجولان فلم تطلق رصاصة واحدة خلال أربعين سنة هو لمصلحة فلسطين واما إحتضانه لحماس فلأن (حماس) تعتبر ثروة بالنسبة له يبرهن بها على قوته وأنه لاعب رئيس في المنطقة. ومن الملاحظ أنه كلما كانت حماس في الداخل تميل إلى تسوية وحل المشكلة مع العدو كان خالد مشعل وبضغط من ايران يطلق التصريحات النارية فتفشل هذه المساعي،ذلك لأن ايران لها مخططاتها الخاصة بها في المنطقة العربية.

كيف نوفق

بين تظاهر ايران بالحرص على القضية الفلسطينية وهي التي ساعدت امريكا في احتلال أفغانستان والعراق، يقول (بريمر) حاكم العراق السابق في مذكراته:(شجع السيستاني أتباعه على التعاون مع الائتلاف منذ التحرير) وأكد بريمر أنه كان على اتصال دائم بالسيستاني للاستفادة منه في السيطرة على الشعب العراقي وكان الوسطاء بينه وبين السيستاني موفق الربيعي وحسين الصدر وعادل عبد المهدي. وربما يقول قائل: كيف نوفق بين خدمة ايران لأمريكا وبين تشجيعها لحزب الله في ضرب اسراءيل؟ والجواب: إن ايران لها أهدافها الخاصة أيضا وعندها مشاكلها مثل قضية المفاعل النووي وهي تريد الهيمنة على العراق وتريد حصة من البترول وعندما تحرض حزب الله على ضرب اسرائيل فإنما تريد خلط الأوراق، وأن تقول لأمريكا نحن نستطيع قلب الطاولة فلا بد من اعطائنا حصتنا في المنطقة، والنظام السوري يفكر في الرجوع مرة ثانية الى لبنان عن طريق حزب الله الذي اكتسب شهرة بعد هذه الأحداث ولا أحد يستطيع أن يطالب بنزع سلاحه منه كما هو متداول في جلسات الحوار اللبناني، ومن يتكلم على حزب الله سيوصم بالخيانة والتخاذل، والنظام السوري عنده مشكلة في قضية التحقيق في مقتل الحريري، وأمريكا الان تطلب منه أن يساعدها في إسكات حزب الله، وبذلك يكون أدخل نفسه كطرف يحسب حسابه في المنطقة وأنه قوة إقليمية يجب ألا تهمل، وأنه يستطيع تخريب المنطقة كما هدد قبل أشهر رئيس النظام.

إنها فتنة:

كيف نقنع الناس أن ما يقوم به حزب الله تدمير للبنان مقابل خدماته لايران ولا يجد غضاضة في ذلك، وإذا لم تصلح حكومة السنيورة هذا الخراب فستطالب بالاستقالة وهو المطلوب من سورية، وكانت صحيفة (هارتز) بتاريخ 6/7 / 2006 قد امتدحت الأمين العام لحزب الله بسبب عقلانيته وتحمله للمسؤولية وأنه حافظ على الهدوء في الجليل الأعلى بشكل أفضل من جيش لبنان الجنوبي وها هو اليوم يتعقل فلا يضرب المنشات الحيوية لاسرائيل كما صرح بذلك.

إنها فتنة:

كيف نقنع ليس عموم الناس بل المثقفين الذين لا يقرأون التاريخ، أنها لعبة ايرانية سورية، فالدكتور بشير نافع يكتب عن الفارق الكبير بين الوضع العربي الاسلامي لحزب الله والتيار الصدري وبين جماعة المجلس الأعلى..!!؟ والتيار الصدري الذي يمدحه الدكتور بشير هو الذي يهدم المساجد في العراق ويذبح أهل السنة كما صرح المتحدث باسم هذا التيار وستكشف الأيام من هو الحريص على فلسطين وعلى كل الأراضي الاسلامية المحتلة من قبل الأعداء.

Thursday, November 27, 2008

عشرة أسئلة لإسلاميين يدافعون عن طهران

أحمد موفق زيدان
جريدة المصريون 28-11-1429هـ / 26-11-2008م

يصعب علي كإسلامي أن أوجه أسئلة لمشاركي همومي وتطلعاتي ومشروعي، ولكن بعد أن طفح الكيل وفاض شلالات وأنهارا وسيولا من الضرر بالمشروع الإسلامي الكبير، المشروع الذي لا يحده قومية ولا عرقية ولا مصلحية، بعد كل هذا أردت أن أوجه هذه الأسئلة لهؤلاء الإخوة الأحباب الذين أحببناهم في الله ولا زلنا، ولكن الحق والدين والهدف والغاية وهو المشروع الإسلامي الكبير أحب إلينا وأعتقد أحب إليهم، وهنا لن أدخل في الحيز العقدي الشرعي فهو واضح لا لبس فيه لكل من رزقه الله نعمة البصر والبصيرة، ولكني أجادل هؤلاء بالحيز الذي يرفعون أصواتهم فيه وهو مصلحة الإسلام والمسلمين، بينما يغيب عن ذهنهم أن ذلك مصلحتهم هم ومصلحة جماعاتهم وفرقهم ودولهم وليس مصلحة الإسلام على امتداد الزمان والمكان الذي نفهمه ....

هل نحن كإسلاميين جزء من المشروع الإيراني الحالي، وهل هذا المشروع يخدم المشروع الإسلامي العام أم يتضاد ويتناقض معه؟؟؟

هل الموافقة والتعاون والتنسيق الإيراني مع الأميركيين والغربيين في احتلال عاصمتين إسلاميتين وهما كابول وبغداد يتسق مع المشروع الإسلامي الذي يرفعه ملالي طهران، وأمر حلال ومباح لا غبار عليه؟؟؟

هل التشهير بكل مقاوم وليس ممانع لأن الممانعة ألفاظ مطاطية لا وجود لمعظمها على أرض الواقع، هل التشهير بالمقاومة العراقية والأفغانية والصومالية يخدم المشروع الإسلامي الذي يرفعه وينادي به ملالي طهران؟؟؟

هل الصمت المطبق على مجازر المليشيات الصفوية بحق المسلمين العراقيين والفلسطينيين المهاجرين إلى بغداد الرشيد يخدم المشروع الإسلامي الكبير، وهل فلسطينيو شارع حيفا في بغداد الرشيد المحتلة يختلفون عن فلسطينيي غزة ونابلس والقدس وغيرها؟؟؟

الهجمة الشرسة على العلامة الدكتور يوسف القرضاوي من ملالي طهران ووكلاء طهران، وأدواتها هل يخدم المشروع الإسلامي الكبير؟؟؟

هل يحق لطهران أن تتفاوض مع الحاخامات، وتتفاوض مع الأميركيين والغربيين، ويقوم رئيسها بزيارة لبغداد المحتلة، ويحق لها أن تدخل في الاتفاق على سلة التسهيلات الغربية والأميركية، بينما تحذر بالمقابل الغرب من التفاوض مع من تصفهم بالإرهابيين والظلاميين والقتلة والمجرمين من مقاتلي الطالبان الأفغان، طبعا هذا الأمر موثق في وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية وعبر تصريحات وزير الخارجية وبروجوردي ومندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة
هل يجوز التنازل عن المبادئ والأفكار والسياسات من أجل حفنة من التومانات والدولارات الإيرانية، وهل يجوز ذلك مقابل غض النظر عن مآسي المسلمين التي يسببها هذا التعاون بذريعة أن الدول العربية والإسلامية لا تدعمنا، وبالتالي هل الغاية تبرر الوسيلة؟؟؟

هل المقاومة والتحرير حكرا على طهران ووكلائها أو من يخدمون مشروعها، وبالتالي علينا جميعا الوقوف سدا منيعا ضد أي مقاومة لا تتسق مع المصالح الإيرانية كما يجري عمليا في العراق وأفغانستان والصومال والشيشان ؟؟؟

حين قال الرئيس المصري حسني مبارك بأن كل الشيعة في العالم تابعون لإيران وولائهم لها وليس لدولهم بدأ الشيعة وطهران معهم يشككون، وشكك به بعض الإسلاميين، طبعا تشكيك طهران وغيرها ليس لعدم حبهم في هذا التوصيف الواقعي، وإنما فقط لأن التصريح به الآن يضر بمشروعهم المعتمد على الضحك على بعض الإسلاميين، بينما نرى في النيويورك تايمز قبل أيام فتوى لأحد علماء شيعة العراق حين استفتي بما ينبغي عليه الشيعي إذا هوجمت طهران، فرد المسؤول طبعا بضرب كل المصالح الأميركية، أما أن يحتل بلده من قبل الأميركيين والغربيين فهذا لا غضاضة فيه ما دام يخلصهم من حكم سني شكلا
في النهاية سؤال وجواب أرجو ممن يقرأ هذه الأسئلة ألا يرد علي بالقول إن هذا يخدم مصالح إيران، وأنا أجيب إذن فلا أحد يقول لنا ما تفعله إيران إسلامي أو يخدم المشروع الإسلامي، وعلينا دعمه، وبالتالي دعونا كل واحد يقلع شوكه بيديه، فإن كان ضرب أفغانستان مصلحة لإيران، علينا التسليم بها وتبرير الوقوف والدعم الإيراني للأميركيين في أفغانستان وكذلك في العراق، فلا أحد يلومن أحدا إن وقف مع ضرب إيران ما دام يخدم دولا وجهات عربية وإسلامية عراقية أو أفغانية أو شيشانية أو سعودية أو خليجية وغيرها....

( موقع الرصد ( مساجد في وجه النار

لا يكتفي كتابنا لهذا الشهر ببيان وتوثيق اعتداءات الشيعة على مساجد أهل السنة في العراق، في أعقاب تفجير سامراء في سنة 2006م، إنما يقدم صورة شاملة لتاريخ العراق، والوجود الشيعي فيه بأقسامه وأحزابه وتياراته، ونسبة السنة والشيعة على حدٍّ سواء، كما أنه يفنّد أكذوبة الأكثرية الشيعية في العراق، مبيناً أن الشيعة يشكلون 43% فقط من سكان العراق، فيما تصل نسبة السنة إلى 53% (ص25).
ويتناول المؤلفون (عمر كمال، حسين مولود، علي عبد الستار، راضي سعيد، وليد ناصر) في كتابهم الصادر عن مركز الرشيد للدارسات والبحوث في العراق، شيئاً من عقائد الشيعة، والأقوال المختلفة في نشأة التشيع، وتطور نظرية الإمامة، ليظهر للقارئ مدى بعد التشيع عن عقائد الإسلام وشريعته النقيّة
.

نظرة الشيعة إلى السنة

ويخصص الكتاب الصادر في 472 صفحة أحد مباحث الباب الأول لبيان حقيقة نظرة الشيعة إلى المسلمين، ولخّصها المؤلفون فيما يلي:
ـ تكفير الصحابة الكرام، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، واتهامهم بالنفاق والردة ومخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ تكفير خلفاء المسلمين وحكوماتهم، واعتبارهم طواغيت.
ـ اعتبار أن البلاد الإسلامية السنيّة دار كفر، ولم تسلم مكة المكرمة والمدينة المنورة ولا أهلها من أحكام الشيعة الظالمة هذه.
ـ الحكم بضلال قضاة السنة لارتباطهم بنظام حكم فاسد ـ كما يعتقد الشيعة ـ وبالتالي عدم جواز التقاضي إليهم.
ـ تكفير عموم أهل السنة وفرقهم وعلمائهم، ولعنهم والتبرؤ منهم، وإطلاق لفظ "النواصب" عليهم، وعلى المتدينين منهم على وجه الخصوص، والذي يعني أن صاحبه يناصب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم العداء.
ـ وجوب مخالفة أهل السنة في الأخبار وفي العقائد، وعدم جواز الصلاة خلفهم، إلاّ ما كان عن تقية يتقي بها الشيعي أهل السنة.
إن المؤلفين في هذا المبحث (ص 97 ـ 134) وكأنهم يريدون أن يقولوا للقارئ أن ما أٌقدم عليه الشيعة من حرق واعتداء على مساجد أهل السنة في العراق، إنما بُني على ما يعقدونه تجاههم، فإن ما يعتقده الشيعة من كفر السني ونجاستهم وعدم جواز الصلاة خلفهم هو الذي أدّى إلى الاعتداء عليهم وعلى مساجدهم.

وقبل أن يدخل المؤلفون إلى صلب الموضوع المتمثل بالهجمة الشيعية الشرسة على المساجد السنيّة، والتي اتخذت من تفجير سامراء ذريعة، فإنهم يتحدثون في أحد فصول الكتاب (ص 135ـ 179) عن فرق الشيعة في العراق، ومذاهبهم وحوزاتهم ومرجعياتهم وأحزابهم، والمؤلفون مع إدراكهم للحقد الشيعي على السنة، إلاّ أنهم في بعض المواضع يحاولون إظهار أن الأذى والشر يتمثل في المرجعيات والقيادات ذوي الأصول الإيرانية أو الفارسية، في حين يكيلون المديح لقادة الشيعة من ذوي الأصول العربية كمهدي وجواد الخالصي، حيث اعتبر الكتاب أنهما أصحاب حركة إصلاحية شيعية ترفض بعض الخرافات وتحاول ـ كما تدّعي ـ نشر التوحيد (ص 177)!!.

تفجير سامراء

في 22/2/2006، استفاق العراقيون على خبر مفاده: تدمير ضريحي الهادي والعسكري في مدينة سامراء، والهادي والعسكري عند الشيعة الإمامية هما الإمامان العاشر والحادي عشر.
استغل الشيعة هذا الحادث أبشع استغلال، وعلى الفور صبّ الشيعة جام غضبهم (المصبوب أصلاً!) على السنة، وحمّلوهم المسؤولية دون تثبت، وكأن هذا التفجير جاءهم على طبق من ذهب، فهم يريدون مبرراً جديداً يضاف إلى ما سبق لإلحاق الأذى بأهل السنة، أفراداً ومؤسسات.
تحمل السنة في العراق وزر هذا الحادث، في الوقت الذي كان واضحاً للجميع أن الشيعة ليسوا بعيدين عن هذا التفجير، فمدينة سامراء مدينة سنيّة، حافظ أبناؤها على هذا المكان الذي يقدّسه الشيعة طيلة مئات من السنين، فلماذا لم يحدث هذا التفجير إلى في ظل سيطرة القوى والميليشيات الشيعية على عراق ما بعد صدام حسين!!
أما المشهد السياسي والأمني الذي سبق تفجير سامراء، فيوجزه المؤلفون بالآتي:
1ـ استمرار فشل تشكيل حكومة وطنية عراقية بعد تشدد أطراف العملية السياسية في ما بتعلق باستمرار إبراهيم الجعفري رئيساً للوزراء.
2ـ تحذير السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زادة للسياسيين من إدخال عناصر مرتبطة بالميليشيات للحكومة، وكان زادة يقصد على وجه الخصوص باقر صولاغ، وزير الداخلية الشيعي، صاحب الصيت السيء.
3 ـ انضم وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إلى قائمة المطالبين بتشكيل حكومة وطنية عراقية لا تهمين عليها جماعة دينية ، في إشارة إلى الائتلاف الشيعي، المسيطر على الحكومة، والتابع لإيران، الأمر الذي جعل رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري يرفض ما قاله سترو، معتبراً بأن تشكيل الحكومة أمر داخلي تقرره الأطراف السياسية العراقية.
4ـ تردٍّ أمني واضح، إذ تواصلت الاعتداءات على أهل السنة في مدينة بعقوبة، وفي حي الغزالية ببغداد، وهي التي كان ينفذها عناصر مغاوير وزارة الداخلية التابعة للوزير الشيعي صولاغ، الذي كان يواجه انتقادات متزايدة، بل واتهامات بمسؤوليته عن فرق الموت سيئة السمة التابعة للوزارة والتي تقوم بعمليات المداهمات والاغتيالات بحق العراقيين من غير الشيعة طبعاً.
5ـ تردٍّ واضح في الخدمات، إذ كانت ساعات القطع المبرمج للكهرباء في العاصمة بغداد تصل إلى عشرين ساعة في اليوم، الأمر الذي يضيف إلى فشل حكومة الجعفري الطائفية سياسياً وأمنيّاً، هو الفشل في مجال الخدمات.
6ـ إصدار شيعة العراق بياناً شديد اللهجة قبل التفجير بيومين ضد الأطراف السياسية الأخرى، ويحذرونهم في البيان من أنهم " سيقلبون المعادلة السياسية فوق رؤوس الجميع" وطلبوا من مرجعياتهم" والتدخل بقوة وحزم وبأسرع وقت للحفاظ على ثوابت المذهب، ومصالح الشيعة" (ص192) في مواجهة ما اعتبروه الهجمة متعددة الاتجاهات والأبعاد، لكي لا تعود عصور الظلم والاضطهاد كما كانت في السابق.
7 ـ شهد اليوم السابق لتفجير سامراء، اعتداء على مسجد أحباب المصطفى في المدائن، بقذائف الهاون، الأمر الذي جعل المؤلفين يرجحون أن الاعتداء على هذا المسجد السني "استعجال بتنفيذ المخطط من قبل العصابات الغادرة ببيوت الله" ص 197.
إذاً كان المشهد العراقي في الأيام السابقة لتفجير سامراء، وما تبعه من تدمير لمساجد أهل السنة يشير إلى أن الائتلاف الشيعي في موقف مأزوم في ظل تردي الوضع الأمني والخدماتي، وفي ظل الضغوط الداخلية والخارجية عليه لتشكيل حكومة غير طائفية، يكون للسنة تمثيل بها كباقي المكونات الأخرى من الشيعة والأكراد والأقليات.
أراد الشيعة في العراق الخروج من هذا الوضع بأي ثمن كان، فكان اللجوء إلى حدث بوزنٍ تفجير ضريح سامراء، فذلك سيرفع من أسهم الشيعة، ويظهرهم بوضع المستهدف المظلوم، ويخفف العبء عن حكومة الجعفري، ويوجه السهام نحو أهل السنة بوصفهم إرهابيين تكفيريين.
وما يؤكد ضلوع الشيعة بهذا التفجير، وهذه المؤامرة أيضاً أن مدينة سامراء كان مفروضاً عليها حظر التجول مدة 11 ساعة يوميّاً (من الساعة السادسة مساء حتى الخامسة صباحاً)، ولا يتحرك ليلاً (حيث تم اقتحام الضريح وتفخيخه) سوى الأمريكان وقوات وزارة الداخلية، ثم إن الضريح يخضع لحراسات مشددة من قبل قوات الداخلية، فكيف استطاع ـ مع هذا كله ـ خمسة أشخاص يلبسون ملابس مغاوير الداخلية من اقتحام الضريح وتقييد حراسه الخمسة والثلاثين، وتفخيخه ثم تفجيره في عملية استغرقت 12 ساعة... أليس من المستحيل أن يحدث هذا كله دون ضلوع أجهزة الأمن الشيعية فيه؟!
وما يزيد الأمر وضوحاً، النتائج التي تمخّض عنها التفجير، فما إن وقع حتى انطلقت عاصفة من الغضب والحقد الشيعي تجاه السنة، وتوالت الاتهامات الشيعية، من قيادتهم الدينية والسياسية، في داخل العراق وخارجه، إلى السنة ـ دون تفريق ـ محمّلين إياهم مسؤولية ما جرى.
وعلى الفور، انطلقت حملة شيعية منظمة نحو مساجد السنة وأئمتها، وبعض المؤسسات السنيّة، ويؤكد الكتاب "أن هذه الاعتداءات لم تكن عشوائية، بل العكس فقد كشفت عن وجود درجة عالية من التنظيم، وعن حقيقة أن لدى مرتكبي هذه الأعمال القدرة والإمكانية للحصول للموارد والمعدات المستخدمة بسهولة" ص215.
ومن حسينيات الشيعة في مدينة الثورة انطلقت العصابات الشيعية باتجاه المناطق السنيّة كالبلديات وشارع فلسطين والعبيدي والمشتل والمعلمين وزيونة والكرادة، وانطلقت عصابات أخرى من منطقة الشعب والشعلة باتجاه الأعظمية والغزالية الحسينية والراشدية "وكان تحرك هذه العصابات منظماً ومخططاً له وعلى مرأى ومسمع الشرطة العراقية وقوات الداخلية" ص 217.
ويؤكد المؤلفون (ص 227) أن المساجد المعتدى عليها من قبل العصابات الشيعية بلغ 168 مسجداً، أغلبها في جانب الرصافة من بغداد.
وتحدث المؤلفون بالتفصيل عمّا تعرضت له المساجد، فبعضها تعرض لحرق بالكامل، وبعضها لحرق ثم نسف، والبعض الآخر تم الاستيلاء عليه واحتلاله، فيما أغلقت بعض المساجد، وتم العبث بمحتوياتها، وتدنيسها، وأطلقت على البعض الآخر العيارات النارية وقذائف الآر. بي . جي.
وقد وضع المؤلفون قائمة مفصّلة بالمساجد التي تم الاعتداء عليها من قبل الشيعة ذاكرين نوع الاعتداء وتاريخه، وموثقين ذلك بالصور في ملحق خاص في آخر الكتاب.
ومن مساجد السنة التي تعرضت للاعتداء: ضيف الرحمن، وأحمد رؤوف في منطقة البلديات، وقباء، والجهاد، والبشير النذير، والمصطفى في منطقة الشعب، والفاروق، وسيد الشهداء، والمهند في شارع فلسطين، والخيرات، وسعيد بن زيد في منطقة الشعلة، وغير ذلك الكثير مما يندى له الجبين.

دفاع سني عن المساجد

ورافق الاعتداءات، قتل واعتداء على أئمة المساجد وحرّاسها ومرتاديها، وحاول المصلّون من أهل السنة ـ بإمكانياتهم البسيطة ـ الدفاع عن بيوت الله. تقول إحدى قصص البطولة أن اثنين من مصلِّي مسجد "البشير النذير" الواقع في شارع فلسطين، وبعد أن سمعا بالاعتداءات الشيعية على المساجد الأخرى، صعد البطلان على سطح المسجد، الذي ليس له إلاّ باب واحد، تحتهما مباشرة، وكل واحد منهما معه بندقية فيها مخزنان فقط، وفي تمام الساعة الثالثة من مساء يوم الأربعاء 22/2/2006، وهو يوم تفجير سامراء، جاءت مجموعة من عصابات الشيعة يرتدي أفرادها الثمانون ملابس سوداء. وبدأت مسيرة الدفاع عن بيت الله، وسطر هذان البطلان أروع ملحمة في الثبات لمدة ثلاث ساعات كاملة.
يقول أحد البطلين المدافعين عن المسجد: كّنا نرمي طلقة واحدة كلّما حاولوا الاقتراب من المسجد، وذلك حفاظاً على الطلقات النارية التي بحوزتنا، ثم تعاد الكرّة ثانية، وأصبنا منهم خلال المواجهات ثمانية أشخاص، ولم يستطيعوا الاقتراب من المسجد، ممّا جعلهم يطلبون منّا التفاوض، وجاء أحدهم وهو رجل دين يرتدي عمامة سوداء، وعرض علينا أن نترك المسجد لهم مقابل أن يتركونا نخرج بسلام، فرفضنا، فحاولوا الاقتراب من المسجد مرّة ثانية لكنهم لم يفلحوا.
بعد ذلك بدءوا باستخدام القنابل اليدوية وقذائف الأربي جي، وأطلقوا علينا أكثر من عشر قنابل، لكنها بحمد الله لم تنفجر، ثم نفد ما معنا من طلقات وعتاد، فاضطررنا إلى الانسحاب، فما كان منهم إلاّ أن قاموا بتفجير المسجد والعبث بمحتوياته، وحرق المصاحف.
ويؤكد المؤلفون أن مراجع الشيعة وقياداتهم وقفوا موقفاً سلبياً من جريمة إحراق وتدمير المساجد السنيّة، وفي بعض الأحيان كان يبرر بعضهم هذه الجريمة، في الوقت الذي أقاموا فيها الدنيا عندما حدث تفجير سامراء.

Wednesday, October 29, 2008

شاهد كيف فجر جيش المهدي الصفوي مئذنة جامع فتاح باشا في منطقة البياع

فلم يظهر فيه كيف قام افراد جيش المهدي الصفوي بتفجير مئذنة جامع فتاح باشا في البياع بعد ان علقوا حارس الجامع أعلى المئذنة، ويضاف هذا الفلم الى الافلام الاخرى التي توثق كل جرائم هؤلاء الصفويين التي اقترفوها بحق المسلمين وبحق بيوت الله

مغاوير داخلية الحكومة الصفوية يمثلون بجثة احد المسلمين السنة من سامراء


ضمن سلسلة الجرائم التي ترتكبها الحكومة الصفوية ضد اهل السنة في العراق ، تمت اضافه فلما مصورا يظهر فيه افراد مغاوير الداخلية وهم يقومون بالتمثيل بجثة احد المسلمين السنة .
وذكر مراسل المصدر في سامراء بأن افراد اللواء الثاني للفرقة الرابعة من مغاوير داخلية الحكومة الصفوية الذين ينتشرون في مدينة سامراء قاموا بقتل المسلم السني (علي خلف ) وهو من اهالي سامراء ، ثم مثلوا بجثته .
ثم قاموا بسحلها بعد ربطها باحدى سياراتهم حتى اوصلوها الى مدرسة يتخذونها مقرا لهم ، ثم قاموا بتعليقها بأحد الاعمدة بغية حرقها، الا انهم لم يحرقوها وذلك لقدوم قوات الاحتلال الامريكي الى المكان.
نشر الفلم على موقع وكالة حق بتاريخ : الجمعة 6/7/2007

لماذا كَفَّر الشيعة أهلَ بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وغدروا بهم؟


قتلة الحسين ينوحون عليه!!
طالب شافع 29/10/1429

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، ورضي الله عن آل بيته وأصحابه جميعًا.
أما بعد:
فإن المتابع للتاريخ الشيعي الرافضيِّ قديمًا وحديثا قد يلوح له اتهام الشيعة بانفصام الشخصية، لكن المسألة أعمق من ذلك؛ وهي تعود في الحقيقة إلى البذرة اليهودية في نشأة التشيع على يد ابن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام ليكيد للإسلام والمسلمين، واليهود لهم شهرة واسعة في التلوُّن بمئة لونٍ في وقت واحد بلا خجل، وكذلك خرجت الشيعة الرافضية الإمامية.
ومثال على ذلك: دَعَتِ الشيعةُ جدنا الحسين رضي الله عنه إلى الكوفة ووعدوه بنصرته والوقوف بجانبه، ثم غدروا به رضي الله عنه، فخذلوه وتخلُّوا عنه، بل وقاتلوه حتى قُتِل شهيدًا مظلومًا رضي الله عنه، وبعدما سالت دماؤه الطاهرة فوق الأرض، ورآها شيعة العراق الغادرون،ادّعوا حبّ الحسين رضي الله عنه؛ والتعصب له والحزن على مقتله، ونسبوا جريمة قتْلِه إلى إخوانه وأحبابه من أهل السنة والجماعة الذين نصحوه بعدم الذهاب إلى الشيعة بالعراق، وزاد القاتل في التبجُّح فأقام سرادقات العزاء كل عامٍ يلطم فيها وينوح على جدنا الذي قتلوه رضي الله عنه.
والعجيب أن بعض كتب الشيعة قد صورت هذه المشاهد وذكرتْ دعاء الحسين رضي الله عنه على شيعته العراقيين عندما رأى غدرهم، «ثم رفعَ الحسينُ عليه السلام يده وقال: اللهم إن متّعتَهم إلى حينٍ ففرِّقْهم فِرَقًا، واجعلهم طَرائق قدَدًا، ولا تُرْضِ الولاةَ عنهم أبدا، فإنهم دَعَوْنا لينصرونا، ثم عَدَوْا علينا فقتلونا»(1).
وتستمر الرواية الشيعية نفسها في تصوير مشاهد الجريمة، فلا تذكر أي عقوبةٍ لقاتل أهل بيت الحسين رضي الله عنه وخاصته، بل وحتى الحسين نفسه، لكنها ما إن تصل إلى تجريده رضي الله عنه من سراويله حتى تستبشع الرواية نفسها هذا الأمر، فكأن ضمير واضع الرواية قد استيقظ مؤخَّرًا، بعدما قُتِل الحسين رضي الله عنه، فقال مؤلف الرواية الشيعية نفسها: «فلما قُتل عمد أبجر بن كعب إليه فَسَلَبَه السراويل وتركه مجردا، فكانت يدا أبجر بن كعب بعد ذلك تيبسان في الصيف حتى كأنهما عودان، وتترطبان في الشتاء فتنضحان دما وقيحا إلى أن أهلكه الله».
استيقظ ضمير مؤلِّف الرواية الشيعية المذكورة أخيرًا، فاستبشع تجريد الجثة الحسينية رضي الله عنه، لكنه مضى قبل ذلك في تصوير مسرح الجريمة، دونما اهتمام أو توقُّف عند بشاعة الغدر بجدنا الحسين رضي الله عنه، ومقاتلته، وتصفية خاصته وأهله الواحد تلو الآخر وهو صابر، لكن هكذا كان الجسد الحسيني أهم من الروح الحسينية لدى واضع الرواية، فيتكلم عن مصير مَن جرّد الجسد ويتحاشى مصير مَن أزهق الروح.
وقد صورت فاطمة الصغرى رضي الله عنها هذا الغدر الشيعي الكوفيّ، عندما قالت لأهل الكوفة حسب رواية شيعية أخرى: «عن زيد بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: خطبت فاطمة الصغرى عليها السلام بعد أن ردت من كربلاء فقالت: ....أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل المكر والغدر والخيلاء، إِنَّا أهل بيتٍ ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا، .... أكرمنا الله بكرامته، وفضلنا بنبيه صلى الله عليه وآله على كثير من خلقه تفضيلا، فكذبتمونا، وكفرتمونا، ورأيتُم قتالنا حلالًا، وأموالنا نهبًا، كأَنَّا أولاد التُّرك أو كابل، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدِّم، قرَّتْ بذلك عيونُكم، وفرِحَت به قلوبُكم، اجتراءً منكم على الله، ومكرًا مكرتُم، والله خير الماكرين،.... تبا لكم، فانتظروا اللعنة والعذاب،.... ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين، ويلكم،... قست قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطُبع على أفئدتكم، وخُتم على سمعكم وبصركم، وسَوّل لكم الشيطان، وأَمْلى لكم، وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون. تبا لكم يا أهل الكوفة، كم تراث لرسول الله صلى الله عليه وآله قِبَلكم...، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب عليه السلام جدي، وبنيه عترة النبي الطيبين الأخيار، وافتخر بذلك مفتخر فقال: (نحن قَتَلْنَا عليًّا وبَنِي عَلِيٍّ بسيوفٍ هنديةٍ ورِماح، وسَبَيْنا نساءَهم سَبْي تُرْكٍ ونَطَحْنَاهُم فأَيّ نطاح).... حسدتمونا ويلا لكم على ما فضلنا الله»(2).
ثم تأتي بعد خطبة فاطمة الصغرى حسب الروايات الشيعية: خطبةٌ أخرى، وهي «خطبة زينب بنت علي بن أبي طالب بحضرة أهل الكوفة في ذلك اليوم تقريعًا لهم وتأنيبًا. عن حذيم بن شريك الأسدي قال: لما أتى عليُّ بن الحسين زين العابدين بالنسوة من كربلاء، وكان مريضًا، وإذا نساء أهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب، والرجال معهن يبكون. فقال زين العابدين عليه السلام -بصوت ضئيل وقد نهكته العلة-: إنَّ هؤلاء يبكونَ علينا فمَن قَتَلَنَا غيرهم؟ فأومت زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام إلى الناس بالسكوت... ثم قالت - بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله-: أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل(3) والغدر، والخذل، ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الزفرة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، تتخذون أيمانكم دَخَلًا بينكم، هل فيكم إلا الصلف(4) والعجب، والشنف(5) والكذب،.... ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أَنْ سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا فإنكم أحرى بالبكاء، فابكوا كثيرا، واضحكوا قليلا، فقد أُبليتم بعارها، ومُنيتم بشنارها(6) ولن تَرْحَضُوا أبدا(7) وأَنَّى تَرْحَضُونَ قَتْلَ سليلِ خاتمِ النبوةِ ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة؟.... ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم، وساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعسا تعسا، ونكسا نكسا! لقد خاب السعي، وتبت الأيدي... لقد جئتم بها شوهاء صلعاء عنقاء سوداء»(8).
وقد اعترف الشيعة المعاصرون بذلك أيضًا، وذكروه في كتبهم، ومثال ذلك: ما نقله صاحب كتاب «من قتل الحسين؟» عن الشيعي حسين الكوراني حيثُ قال في كتابه (في رحاب كربلاء) 60- 61: «أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين،بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدأوا يسارعون بالخروج إلىكربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيلالمواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن، مثلا نجد أن عمرو بن الحجاج الذي برزبالأمس في الكوفة وكأنه حامي حمى أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشًا لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع كل موقفه الظاهري هذا ليتهم الإمام الحسينبالخروج عن الدين، لنتأمل النص التالي: وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة». وقال حسين الكوراني أيضا: «ونجد موقفا آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبدالله بن حوزة التميمي يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام ويصيح: أفيكم حسين؟ وهذامن أهل الكوفة، وكان بالأمس من شيعة علي عليه السلام، ومن الممكن أن يكون من الذين كتبوا للإمام أو من جماعة شبثوغيره الذين كتبوا... ثم يقول: يا حسين أبشر بالنار».
ويقول صاحب الكتاب نفسه –«من قتل الحسين؟»-:«ويتساءل مرتضى مطهري: كيف خرج أهل الكوفة لقتال الحسين عليه السلام بالرغممن حبهم وعلاقتهم العاطفية به؟ ثم يجيب قائلا: (والجواب هو الرعب والخوف الذي كان قد هيمن على أهل الكوفة. عموما منذ زمنزياد ومعاوية والذي ازداد وتفاقم مع قدوم عبيد الله الذي قام على الفور بقتل ميثمالتمار ورشيد ومسلم وهانئ … هذا بالإضافة إلى تغلب عامل الطمع والحرص على الثروةوالمال وجاه الدنيا، كما كان الحال مع عمر بن سعد نفسه… وأما وجهاء القوم ورؤساؤهمفقد أرعبهم ابن زياد، وأغراهم بالمال منذ اليوم الأول الذي دخل فيه إلى الكوفة، حيثناداهم جميعا وقال لهم من كان منكم في صفوف المعارضة فإني قاطع عنه العطاء. نعموهذا عامر بن مجمع العبيدي أو مجمع بن عامر يقول: أما رؤساؤهم فقد أعظمت رشوتهموملئت غرائزهم).
ويقول الشيعي كاظم الإحسائي النجفي: (إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسينعليه السلام ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي ولا حجازي ولا هنديولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري ولا أفريقي بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا منقبائل شتى).
وقال المؤرخ الشيعي حسين بن أحمد البراقي النجفي: (قال القزويني: ومما نقم على أهلالكوفة أنهم طعنوا الحسن بن علي عليهما السلام، وقتلوا الحسين عليه السلام بعد أن استدعوه).
وقال جواد محدثي: (وقد أدت كل هذه الأسباب إلى أن يعاني منهم الإمام علي عليهالسلام الأَمَرَّين، وواجه الإمام الحسن عليه السلام منهم الغدر، وقتل بينهم مسلمبن عقيل مظلوماً، وقتل الحسين عطشاناً في كربلاء قرب الكوفة وعلى يدي جيشالكوفة).
ونقل شيوخ الشيعة أبو منصور الطبرسي وابن طاووس والأمين وغيرهم عن علي بن الحسن بنعلي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين رضي الله عنه وعن آبائه أنه قال موبخًا شيعته الذين خذلوا أباه وقتلوه قائلا: (أيها الناس نشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموهالعهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه، فتبًّا لما قدمتم لأنفسكم، وسوأةلرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله على آله وسلم إذ يقول لكم: (قتلتمعترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي)» انتهى.
وقد عرض أحد علماء الشيعة بالنجف وهو السيد حسين الموسوي في كتابه «لله ثم للتاريخ» عددا من هذه الروايات الشيعية في هذا المضمار (والتي سبق بعضها) ثم قال: «نستفيد من هذه النصوص وقد -أعرضنا عن كثير غيرها- ما يأتي:
1- ملل وضجر أمير المؤمنين وذريته من شيعتهم أهل الكوفة لغدرهم ومكرهم وتخاذلهم.
2- تخاذل أهل الكوفة وغدرهم تسبب في سفك دماء أهل البيت واستباحة حرماتهم.
3- إن أهل البيت عليهم السلام يحملون شيعتهم مسؤولية مقتل الحسين - عليه السلام - ومن معه وقد اعترف أحدهم برده على فاطمة الصغرى بأنهم هم الذين قتلوا عليًّا وبنيه وسبوا نساءهم كما قدمنا لك.
4- إن أهل البيت عليهم السلام دعوا على شيعتهم ووصفوهم بأنهم طواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونَبَذَة الكتاب، ثم زادوا على تلك بقولهم: ألا لعنة الله على الظالمين ولهذا جاؤوا إلى أبي عبد الله - عليه السلام -، فقالوا له: (إنا قد نبزنا نبزاً أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا، واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: الرافضة؟ قالوا: نعم، فقال: لا والله ما هم سموكم .. ولكن الله سماكم به) (الكافي 5/34).
فبين أبو عبد الله أن الله سماهم (الرافضة) وليس أهل السنة.
لقد قرأت هذه النصوص مرارًا، وفكرت فيها كثيرًا، ونقلتها في ملف خاص وسهرتُ الليالي ذوات العدد أنعم النظر فيها -وفي غيرها الذي بلغ أضعاف أضعاف ما نقلته لك- فلم أنتبه لنفسي إلا وأنا أقول بصوت مرتفع: كان الله في عونكم يا أهل البيت على ما لقيتم من شيعتكم.
نحن نعلم جميعًا ما لاقاه أنبياء الله ورسله عليهم السلام من أذى أقوامهم، وما لاقاه نبينا صلى الله عليه وآله، ولكني عجبت من اثنين، من موسى - عليه السلام - وصبره على بني إسرائيل، إذ نلاحظ أن القرآن الكريم تحدث عن موسى - عليه السلام - أكثر من غيره، وبين صبره على أكثر أذى بني إسرائيل ومراوغاتهم وحبائلهم ودسائسهم.
كما أعجب من أهل البيت سلام الله عليهم على كثرة ما لقوه من أذى من أهل الكوفة وعلى عظيم صبرهم على أهل الكوفة مركز الشيعة، على خيانتهم لهم وغدرهم بهم وقتلهم لهم وسلبهم أموالهم، وصبر أهل البيت على هذا كله، ومع هذا نلقي باللائمة على أهل السنة ونحملهم المسؤولية!.
وعندما نقرأ في كتبنا المعتبرة نجد فيها عجبًا عجابًا، قد لا يصدق أحدنا إذا قلنا: إن كتبنا معاشر الشيعة تطعن بأهل البيت عليهم السلام وتطعن بالنبي صلى الله عليه وآله» انتهى.
وهذه الروايات الشيعية السابقة لها أشباه وأمثلة أخرى في كتب الشيعة، وهي توافق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة في قضية مقتل الحسين، حيثُ يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: «وأما الشيعة فهم دائما مغلوبون مقهورون منهزمون وحبهم للدنيا وحرصهم عليها ظاهر، ولهذا كاتبوا الحسين رضي الله عنه فلما أرسل إليهم ابن عمه ثم قَدِمَ بنفسه غدروا به، وباعوا الآخرة بالدنيا، وأَسْلَمُوه إلى عدوه، وقاتلوه مع عدوه، فأي زهد عند هؤلاء وأي جهاد عندهم؟ وقد ذاق منهم على بن أبي طالب رضي الله عنه من الكاسات المرة ما لا يعلمه إلا الله، حتى دعا عليهم فقال: اللهم قد سئمتهم وسئموني فأَبْدِلْني بهم خيرًا منهم وأبدلهم بي شرًّا مني.
وقد كانوا يغشونه ويكاتبون من يحاربه ويخونونه في الولايات والأموال... فأولئك خيار الشيعة وهم من شر الناس معاملة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وابنيه سبطي رسول الله صلى الله عليه و سلم وريحانتيه في الدنيا الحسن والحسين، وأعظم الناس قبولا للوم اللائم في الحق، وأسرع الناس إلى فتنة، وأعجزهم عنها، يغرون من يُظْهِرُونَ نصره من أهل البيت حتى إذا اطمأن إليهم ولامهم عليه اللائم خذلوه وأسلموه وآثروا عليه الدنيا، ولهذا أشار عقلاء المسلمين ونصحاؤهم على الحسين أن لا يذهب إليهم مثل عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وغيرهم؛ لعلمهم بأنهم يخذلونه ولا ينصرونه، ولا يوفون له بما كتبوا له إليه، وكان الأمر كما رأى هؤلاء، ونفذ فيهم دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم دعاء علي بن أبي طالب، حتى سلط الله عليهم الحجاج بن يوسف فكان لا يقبل مِن محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم ودب شرهم إلى مَن لم يكن منهم حتى عم الشر»(9).
لكن على عادة الغادرين ذرف هؤلاء الشيعة القتلة دموع التماسيح على الروح التي أزهقوها، والجسد الطاهر الذي أَرْدَوْهُ قتيلًا، فلما رآهم زين العابدين قال لهم –حسب الرواية الشيعية السابقة قريبًا-: «إنَّ هؤلاء يبكونَ علينا فمَن قَتَلَنَا غيرهم؟!».
والحقيقة فإِنَّ هذه الصفاقة مِن القتلة تحتاج إلى شيءٍ مِن إعادة النظر؛ لأنهم ما زالوا يبكون حتى أيامنا هذه، ويتخذون من البكاء والندب واللطم حيلة لترويج دعاواهم الفارغة في حب آل البيت الذين قتلوهم.
نعم؛ قتلوهم، واعترفوا بالقتل وافتخروا به، كما مضى في كلام ذلك الشيعي الذي ردَّ على فاطمة الصغرى رحمها الله، وجاء أتباعهم فكتبوا هذا الافتخار وهذا الإقرار بالجريمة، ثم تغزلوا في الوقت نفسه بآل البيت، وذرفوا دموع التماسيح على عتباتهم!.
نعم؛ قتلوا واعترفوا وافتخروا ودوَّنوا ذلك كله، ثم نصبوا سرادقات العزاء، كما يقول المثَل الشعبي الشهير: «قتلوا القتيل ومشوا في جنازته!».
وهذا الدجل والخداع لا يمكن أن ينتج عن انفصام شخصيةٍ أو تناقض كما قد يتصور البعض، وإنما هو الكيد والعداء القديم للإسلام والمسلمين، منذ تشيعت الشيعة على يد ابن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام، ثم ما لبث أن ظهر عداؤه الشديد للإسلام والمسلمين، وهكذا الشيعة دائمًا أبدًا يقولون ما لا يفعلون، وينشرون ما يعملون بعكسه، فقتلوا الحسين لكنهم بكوه أمام الناس ولا زال عويلهم وندبهم مستمرًّا؛ إِذْ لا زالت الحادثة الحسينية تحتفظ بنضارتها وقوتها على جلب المصالح للشيعة، لكنها إذا فقدت بريقها ولمعانها كعنصر جذب ومصلحة للشيعة فستتخلى الشيعة حينئذٍ عنها وعن العويل واللطم والندب.
لا تستغرب أيها القارئ، فالشيعة تحركها المصلحة العليا للشيعة، والتي على رأسها وفي مقدمتها العداء العميق للإسلام والمسلمين، وعندما كان مِن المصلحة الشيعية الإيمان بنظرية الانتظار بعد الغيبة المهدوية، آمنت الشيعة بنظرية الانتظار، وعزلتْ نفسها عن أي عملٍ بناء على عقيدتها في غيبة الإمام، وأنه لا يأخذ غيرُهُ موقعَهُ، ولا تكون حكومة ولها أعمال في ظل هذه الغيبة المهدوية، لكنها غيرتْ عقيدتها عندما تغيرت الظروف ورأتْ مصلحتها في جهةٍ أخرى، واخترعت الشيعة نظرية «ولاية الفقيه»، وأعطته صلاحيات الإمام الغائب، ولهذا قصة أخرى ربما نأتي عليها يومًا إن أراد الله عز وجل.
والمقصود بيانه أن الشيعة لها في كل لحظة لون يخص لحظتها، حسبما تمليه عليها المصلحة العليا للعداء العميق للإسلام والمسلمين منذ بذر بذرتها ابن سبأ، وجلب عقيدته اليهودية إلى صفوف المتشيعة.
فالشيعة ليست منفصمة الشخصية، وإنما تتلون بحسب مصلحتها ومنافعها وما تمليه شهواتها، فتبيح المتعة حتى وإنْ حرَّمها آلُ البيت الذين يتشدق الشيعة بحبِّهم واتباعهم، وتبيح الشيعة اللطم والنياحة حتى وإنْ روتْ هي نفسها في كتبها الأحاديث المانعة لهذا الفعل كما في الحديث الذي ذكره المجلسي وغيره من أئمتهم في كتبهم: «النياحة عمل الجاهلية».
كذلك ترى أن الله ما غضب على بني إسرائيل إلا وأسكنهم مصر، وأنها تورث الدياثة، ومع ذلك يتوددون ويجتهدون في نشر المذهب الشيعي في مصر.
فالمهم لدى الشيعة هو ما تمليه عليهم مصالحهم ومنافعهم وشهواتهم، ثم تأتي التقية والنفاق والكذب والدجل بعد ذلك لخديعة الآخرين.
وقد توسع الشيعة في الدجل بشكل فجٍّ قبيحٍ جدًّا يخرج عن حدود العقل، بل ربما ذكروا الشيء وعكسه في وقت واحد ولا يرون في ذلك أي غضاضة؛ وكمثال على هذا بخصوص قضية «مقتل الحسين رضي الله عنه» التي نحن بصددها: فقد ذكر إمامهم الشيعي محسن الأمين في كتابه (أعيان الشيعة)(10) العنوان الآتي: «البحث الثالث في الإشارة إلى بعض ما وقع على أهل البيت وشيعتهم من الظلم والاضطهاد في الدول الإسلامية»، حيث حشر فيه الشيعة مع آل البيت فيما وقع عليهم مِن الظلم، وبدأ هذا البحث بقوله: «قال السيد علي خان في كتاب الدرجات الرفيعة في طبقات الإمامية من الشيعة: روي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام أنه قال لبعض أصحابه: يا فلان،.... بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفًا، غدروا به، وخرجوا عليه -وبيعته في أعناقهم- فقتلوه»أهـ. فبينما إمام الشيعة يتصدى للرواية في تعرض آل البيت وشيعتهم للظلم إذا بنصِّه الأول في بحثه هذا، وبالرواية الشيعية نفسها تؤكد غدر العراقيين –وهي معقل الشيعة آنذاك- بالحسين رضي الله عنه، وقتلهم له. ولا تبحث عن الرابط بين دفاعه وسياقه الرواية في تعرض الشيعة للظلم، وبين اعتراف الرواية نفسها بظلم معقل الشيعة وغدرهم بالحسين رضي الله عنه؛ لأنك ستجد عشرات بل مئات الأجوبة لدى «الحاوي»، الذي يفسر بقرة بني إسرائيل الواردة في سورة البقرة بأنها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفات «الحاوي الأحمق» أن بني إسرائيل قد ماتوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بزمن طويل؛ لكن هكذا يكون الكذب والدجل مكشوفًا إذا صدر مِن أحمقٍ. ولله في خَلْقِه شؤون وهو الشافي. وللحديث بقية.

Friday, October 24, 2008

القنبلة النووية وعقدة النقص عند ايران













القنبلة النووية وعقدة النقص عند الشعوبية

-: صباح الموسوي

خطوة إلى الأمام خطوتين إلى الوراء أسلوب مخادع يستخدمه نظام طهران في مفاوضاته الجارية مع المنسق الأعلى لسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي والدول الخمس زائد واحد.
معتبرا هذه الأسلوب أفضل طريقة لكسب الوقت لبلوغ المرحلة النهائية من تخصيب اليورانيم الذي سوف يمكنه من إنتاج
افتك سلاح عرفته البشرية لحد الآن وهو السلاح النووي . هذا السلاح الذي أصبح الحصول عليه هدف النظام الإيراني الرئيسي و وسيلته النهائية لتحقيق غايته وهي حلم إعادة الإمبراطورية الفارسية

وان كانت تحت عناوين ومسميات جديدة.

حيث أن هذه الغاية منذ عدة قرون وهي تراود مخيلة الشعوبيين والصفويين الحالمين بعودة تلك الإمبراطورية التي كانت قد انتهت علي يد المسلمين في معركة القادسية الأولى و أصبحت منذ ذلك الحين في خبر كان.
ولكن على الرغم من مساعي الحشاشين و البويهين و البرامكة والصفويين ومن خلفهم من أصحاب الحركات الهدامة و جميع الأنظمة التي تعاقبت على الحكم في بلاد فارس, فأن إعادة الإمبراطورية الفارسية بقي حلم مستحيل التحقيق وذلك لأسباب عددية من أهمها وعي الأمة الإسلامية وقوتها في مواجهة تلك الحركات والأنظمة وإفشال مخططاتها . إلا أن تغير الأوضاع السياسية في العالم والمنطقة و ما آلت إليه أحوال الأمة العربية والإسلامية من تشرذم وضعف, دفع حكام إيران لإعادة المحاولة من جديد في العمل من اجل تحقيق ما كان يسعى له أسلافهم لفرض الهيمنة الإيرانية على المنطقة و ذلك اعتمادا على تغيير المعادلات السياسية و ما تحقق لهم من نفوذ في الوطن العربي عن طريق بعض الأنظمة والحركات الطائفية والجماعات المرتزقة التي تلبست بلباس القومية العربية و الإسلام و رفعت يافطة النضال من اجل تحرير فلسطين ولكنها مع الأسف تحت غطاء هذا الشعار أصبحت مطية للنظام الإيراني وقدمت له أكثر مما قدمت لقضية فلسطين. و في ظل هذه المتغيرات وجد النظام الإيراني أن أفضل سلاحين يمكن أن يساعدانه على تحقيق فرض الهيمنة الإيرانية على المنطقة , الحلم الذي يعد تحقيقه الوسيلة الوحيدة للتخلص من "عقدة النقص" التي أصابت الشعوبيين بعد سقوط إمبراطوريتهم الكسروية , هما الفتنة الطائفية والقوة النووية .لقد كان العرب أهون الشعوب عند الفرس ولم يدر في خلدهم أن تكون نهاية إمبراطوريتهم يوما ما على يد هؤلاء العرب ( أكلة الضب و السحالف ) حسب تعبير شاعر الحركة الشعوبية ولسان حالها " الفردوسي" صاحب كتاب الشاهنامة الذي يوم موته في القرن الثالث رفض علماء الإسلام في مدينة طوس دفنه في مقابر المسلمين لشدة عداوته للإسلام الأمر دفع الحركة الشعوبية إلى دفنه خلسة في مزرعته الواقعة على بعد أميال من المدينة . وعلى الرغم من مجاهرة الفردوسي بعدائه للعروبة والإسلام إلا أن نظام طهران الشعوبي ,الذي لا يقل حقدا على العرب من الفردوسي, عمل على إحياء ذكرى هذا الشاعر السباب و قد أوعز مراجع الحوزة الدينية , الذين يفترض بهم إن يكونوا بعيدين كل البعد عن إثارة النعرات العنصرية والطائفية والعمل على نشر ثقافة الإسلام السمحاء التي تنبذ العصبية العرقية والتنابز بالألقاب , أوعزوا إلى "مؤسسة نور" التابعة للمكتب الإعلامي لحوزتهم المسماة بالعلمية قبل عامين بطبع كتاب الشاهنامة على قرص ليزري (سي دي ) مدته ساعتين يضم ترجمة باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية مع نبذة تاريخية عن حياة الفردوسي وصور من قبره المشيد في مدينة مشهد في إقليم خراسان و القيام بتوزيع هذا الكتاب بالمجان عبر المراكز الثقافية والسفارات الإيرانية في الخارج . و قد درج ملالي النظام الإيراني عن أن تكون اكبر الاحتفالات التي تقام سنويا لأحياء ذكرى الفردوسي أن تجرى في إقليم الأحواز العربي. كما اخذ المركز الثقافي الإيراني في سوريا في السنوات الأخيرة إقامة احتفالية ذكرى الفردوسي في مدن دمشق وحلب و الرقة واللاذقية السورية. وقد جرت مثل هذه الاحتفالات في مدن بيروت وصيدا وبعلبك في لبنان أيضا . وذلك في خطوة اقل ما يمكن وصفها بأنها تحديا صارخا لمشاعر العرب والمسلمين الذين لم يترك الفردوسي سبة أو مثلبة إلا ولصقها بهم . لقد عرف عن الحركة الشعوبية معاداتها للإسلام والمجاهرة بهذا العداء أكثر من معاداتها لأي دين أو أمة أخرى و قد اعتقد العرب أن هذا العداء قد انتهى بمجيء الثورة التي أطاحت برمز الشعوبية " النظام البهلوي " الذي كان يعد حامل الإرث الكسروي والمؤمل عليه في إعادة حلم الإمبراطورية الفارسية وكان هذا النظام قد عمل بجد وإخلاص لتحقيق هذا الحلم وسعى جاهدا لبناء أقوى جيش في المنطقة حتى عد حينها رابع جيش في العالم . وقد شرع أيضا في بناء المشروع النووية لكي يدعم هذا الجيش بسلاح لا يقهر . إلا أن الشعوبية وجدت أن السلاح النووي وحده لا يمكن أن يحقق غايتهم .فالحركة الصهيونية وعلى الرغم من امتلاكها لأكبر ترسانة نووية في الشرق الأوسط إلا أنها وقفت عاجزة عن تحقيق حلمها التاريخي في بناء دولة " إسرائيل الكبرى " الممتدة من النيل إلى الفرات . بل أنها أصبحت عاجزة حتى عن حماية كيانها الهزيل المقام على عشرات الكيلومترات من الأراضي العربية في فلسطين وأصبح حلمها التاريخي مداس تحت أقدام الفدائيين والمناضلين الفلسطينيين والغيارى من أبناء الأمة العربية المسلمة . لذلك فقد رأت الحركة الشعوبية ضرورة إيجاد سلاح آخر يسبق السلاح النووي الذي أصبح استخدامه شبه محال في هذا الزمان . وقد أدركت أن الشاه لا يقوى على صنع و استخدام هذا السلاح الذي تريده فهذا سلاح يكتب في السراديب المظلة و يلقى بالسنة اعتادت أن تعطيك من طرفها حلاوة و تروغ منك كما يروغ الثعلب . ومن اقدر على صنع هذا السلاح ( الطائفية ) الهدام الخالي من الخلق الإنسانية والقيم الدينية سوى ملالي الحوزة فهم مهندسو الطائفية البغضاء و أساتذتها المهرة .

لقد قررت الحركة الشعوبية استخدام الفتنة الطائفية مثلما سبق و استخدمتها في العصور الإسلامية الأولى

وتمكنت من خلق طوائف و فرق متقاتلة بهدف هدم الدولة الإسلامية وإقامة الإمبراطورية الكسروية. وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد حيث دفعت الحركة الشعوبية بنظام ملالي طهران بتكميل المشروع النووي الذي كان بدأه النظام البهلوي من اجل الوصل إلى امتلاك القنبلة النووية لتكون رديفا يدعم الحرب الطائفية التي أشعل نيرانها قبل ثلاثين عام مضت في حربه مع العراق و أوصل شرارتها إلى لبنان والتي يعمل على أن تتسع رقعتها لتحرق بلدان عربية أخرى حتى يستطيع فرض هيمنته على المنطقة ويتخلص بعد ذلك من " عقدة النقص " التي لازمت الشعوبيين بعد الإطاحة بإمبراطوريتهم الكسروية على يد العرب المسلمين . و لكن لا نجد هنا إلا أن نذكرهم بقول الله تعالى : و يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

صباح الموسوي رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي

Wednesday, October 8, 2008

تاريخ ومخططات الشيعة في مصر



علي صلاح

مفكرة الإسلام 10-7-1429هـ / 13-7-2008م




كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مخططات لنشر التشيع في مصر بشكل واسع؛ وذلك إثر الغزو الأمريكي للعراق وهجرة عدد كبير من العراقيين إلى الخارج وتوجه البعض منهم إلى القاهرة، حيث تركز غالبيتهم في مدينة 6 أكتوبر حتى قيل: إنها أصبحت مستعمرة للشيعة العراقيين"، وأنهم بصدد بناء حسينيات فيها، وتواردت أنباء حول أنشطة "تبشيرية" لهم وسط المواطنين المصريين السنة، وأكد ذلك محاولات إيران لتحسين العلاقات مع مصر عن طريق تصريحات لبعض مسئوليها وإقامة عدد من المشروعات الصناعية، ثم جاءت التحذيرات التي أطلقها عدد من المسئولين السياسيين والدينيين في مصر بشأن محاولات اختراق البلاد عن طريق نشر التشيع لتثير المزيد من الهواجس حول الموضوع.




تاريخ التشيع في مصر:




دخل التشيع إلى مصر عن طريق الدولة الفاطمية العبيدية، وهم من الشيعة الإسماعيلية، وحكموا مصر من سنة 358هـ (969م) إلى سنة 567هـ (1171م)، وينتسب العبيديون إلى عبد الله بن ميمون القداح بن ديصان البوني من الأهواز، وهو مجوسي ومن أشهر الدعاة السريين الباطنيين، ومن دعوته هذه صيغت دعوة القرامطة.
ومن أبرز حكام الدولة العبيدية: الحاكم بأمر الله الذي ادّعى الألوهية، ومن أهم معتقداتهم التناسخ والحلول، ويزعمون أن روح القدس انتقلت من آدم إلى علي بن أبي طالب، ثم انتقلت روح علي إلى الحاكم بأمر الله.
وكان آخر حكامهم في مصر العاضد، وقد تمكن صلاح الدين الأيوبي من القضاء على دولتهم، وبالرغم مما مارسه هؤلاء العبيديون من البطش والدعوة السرية لنشر مذهبهم الشيعي الإسماعيلي، إلا أنه ظل مذهبًا غريبًا دخيلاً، وظلت مصر سنيّة




عوامل يسعى الشيعة لاستغلالها لنشر دعوتهم:




1- وجود بعض المقامات والأضرحة المنسوبة لآل البيت في مصر كالحسين والسيدة زينب ونفيسة ورقية، ونتيجة لانتشار الجهل يتوجه كثير من المصريين نحوها، وقد استغل الشيعة حبّ المصريين لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم حيث أظهروا أنفسهم بمظهر المدافع عن آل البيت، كما استغلوا انتشار الطرق الصوفية وإفساح الحكومات المختلفة لهم المجال للعمل وقاموا باختراقها لنشر أفكارهم؛ نظرًا لتقارب المعتقدات والأفكار بينهم.
2- إنشاء ما سمي بدار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تأسست سنة 1947م، وقد أسهم في تأسيسها عدد من شيوخ الأزهر مثل محمود شلتوت وعبد المجيد سليم ومصطفى عبد الرازق، وغيرهم. وعدد من علماء الشيعة مثل محمد تقي القمي وعبد الحسين شرف الدين ومحمد حسن بروجردي، وقد تحولت هذه الدار إلى مركز لنشر الفكر الشيعي.
3- الطلاب الشيعة العرب في مصر، حيث كانوا يعملون على نشر فكرهم في صفوف المصريين، وقد أشار الكاتب المصري الشيعي صالح الورداني إلى ذلك بقوله: "بعد خروجي من المعتقل في منتصف الثمانينات احتككت بكمّ من الشباب العراقي المقيم في مصر من المعارضة وغيرهم، وكذلك الشباب البحريني الذين كانوا يدرسون في مصر، فبدأت التعرف على فكر الشيعة وأطروحة التشيع من خلال مراجع وكتب هم وفّروها لي ومن خلال الإجابة على كثير من تساؤلاتي وقد دارت بيننا نقاشات كثيرة".
4- علاقات النسب التي كانت تربط الأسرتين المالكتين في إيران ومصر قبل الثورة، فشاه إيران محمد رضا بهلوي كان متزوجًا من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، كما أن الرئيس المصري أنور السادات كانت علاقته وطيدة بشاه إيران؛ الأمر الذي أدى إلى إنشاء بعض الجمعيات والهيئات الشيعية، مثل جمعية آل البيت التي تأسست سنة 1973م أثناء عهد السادات، إضافة إلى السماح لطوائف أخرى بالعمل كالبهرة.
5- معرض القاهرة للكتاب، حيث يتم من خلاله نشر الكثير من الكتب الشيعية، خاصة تلك التي تحضرها دور النشر اللبنانية، ومن أهم الكتب التي كان يتم تداولها: المراجعات لعبد الحسين شرف الدين، وأهل الشيعة وأصولها لمحمد حسين كاشف الغطاء، والبيان في تفسير القرآن للخوئي، والميزان في تفسير القرآن للطبطبائي.
6- صدور عدد من الصحف باللغة الفارسية في القاهرة والإسكندرية في أواخر القرن التاسع عشر، بلغ عددها خمس صحف هي حكمت، ثريا، برورش، جهره نما وكمال.
7- بعد الغزو العراقي للكويت والقطيعة مع العراق قدمت إيران نفسها للدول العربية ولمصر على أنها الدولة الصديقة وسعت لتحسين العلاقات معهم، وازدادت هذه المساعي بعد الغزو الأمريكي للعراق.




الهيئات الشيعية التي تم تأسيسها في مصر



1- المجلس الأعلى لرعاية آل البيت، يرأسه محمد الدريني، ويصدر صحيفة (صوت آل البيت)، ويطالب بتحويل الأزهر إلى جامعة شيعية.
2- المجلس العالمي لرعاية آل البيت.
3- جمعية آل البيت وتأسست سنة 1973، وكانت تعتبر مركز الشيعة في مصر، وكان للجمعية مقر في شارع الجلاء في القاهرة، وكانت تمول من إيران، ومن شيعة مصر من أموال الخمس، وكان يتبع الجمعية فروع في أنحاء كثيرة من قرى مصر تسمى حسينيات، وكان هدفها نشر الفكر الشيعي. وقد أغلقها السادات بعد ثورة الخميني في طهران.




أهم الشخصيات المتشيعة في مصر:




1- صالح الورداني: كاتب وصحفي مصري، ولد في القاهرة سنة 1952، واعتنق التشيع سنة 1981، وقد أصدر أكثر من 20 كتابًا منها:
الحركة الإسلامية في مصر، الواقع والتحديات، مذكرات معتقل سياسي، الشيعة في مصر، الكلمة والسيف، مصر وإيران، فقهاء النفط، راية الإسلام أم راية آل سعود، إسلام السنة أم إسلام الشيعة، موسوعة آل البيت (7 أجزاء)، تثبيت الإمامة، زواج المتعة حلال عند أهل السنة، رحلتي من السنة إلى الشيعة، الإمام علي سيف الله المسلول.
أسس (دار البداية) سنة 1986م، وهي أول دار نشر شيعية في مصر، وبعد إغلاقها أسس سنة 1989م دار الهدف.
2- محمد الدريني: نسبة إلى درين في مدينة المنصورة بمصر، من مواليد قرية سيلا بمحافظة الفيوم بصعيد مصر درس مدة في الأزهر ويواصل دراسته الآن في إحدى الحوزات العلمية، يرأس إدارة المجلس الأعلى لرعاية آل البيت بمصر منذ تأسيسه، كما يرأس تحرير جريدة صوت أهل البيت التي تصدر أسبوعيًّا.
3- حسن شحاتة: صوفي أزهري من مواليد سنة 1946 بمحافظة الشرقية، عمل إمامًا لمسجد الرحمن في منطقة كوبري الجامعة، اعتقل سنة 1996 في قضية التنظيم الشيعي وأفرج عنه بعد ثلاثة شهور، كان نشيطًا في استغلال خطبة الجمعة لترويج الفكر الشيعي، وقد ظهر في التليفزيون الرسمي لفترة قبل معرفة توجهه.
4- أحمد راسم النفيس: من مواليد سنة 1952 في مدينة المنصورة، يعمل أستاذًا مساعدًا لكلية الطب في جامعة المنصورة، وله مقال أسبوعي في صحيفة القاهرة التي تصدرها وزارة الثقافة، دأب فيه وفي غيره على مهاجمة الجماعات الإسلامية السنّية والمذهب السني.
انفصل سنة 1985 عن جماعة الإخوان المسلمين، واتجه نحو التشيع بعد ذلك، كان أحد الذين قبض عليهم في أحداث سنة 1996. ألف كتبًا عن الفكر الشيعي هي "الطريف إلى آل البيت" و "أول الطريق، و "على خطى الحسين"، اعتقل في حملة سنة 1987
5- محمد يوسف إبراهيم: وكان قد ألقي عليه القبض سنة 2002 بتهمة زعامة تنظيم شيعي في محافظة الشرقية.
وهناك عدد من العلمانيين يظهرون تعاطفهم مع الشيعة في الآونة الأخيرة بحجة حرية الاعتقاد وكرهًا في الجماعات الإسلامية السنية ونفوذها الكبير في الأوساط الشيعية، ولما يظهره هؤلاء الشيعة من انفتاح في كثير من القضايا الفقهية بما يتناسب مع توجههم العلماني، وقد ظهر ذلك جليًّا في موقف صحيفة الدستور المستقلة التي يرأس تحريرها الصحفي إبراهيم عيسى، وعند إنتاج مسلسل عن عمرو بن العاص رضي الله عنه من خلال التليفزيون المصري والآراء التي علقت على أحداث المسلسل مهاجمة لشخصية عمرو بن العاص.



تاريخ المواجهة بين النظام والتنظيمات الشيعية:



في سنة 1979 بعد قيام ثورة الخميني في طهران، اتخذ السادات منها موقفًا معارضًا، وقام بحل جمعية أهل البيت ومصادرة ممتلكاتها، وأصدر شيخ الأزهر عبد الرحمن بيصار فتوى تبطل الفتوى التي أصدرها شيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت بجواز التعبد بالمذهب الجعفري.
وفي عام 1987 تم القبض على تنظيم يضم العشرات من المتشيعين، واتهم بمحاولة اختراق أسر وعائلات كاملة في وسط الدلتا، وبصفة خاصة محافظة الشرقية، وقد تبين للسلطات الأمنية أن الشيعة، وخاصة الحركيين منهم كانوا على علاقة بالمؤسسة الدينية في طهران، وحصلوا على تمويل لإدارة نشاطاتهم في مصر، ورصدت السلطات وجود التمويل حيث عثرت على ما يفيد حصول أعضاء التنظيم على مائة ألف جنيه.
وفي سنة 1988، تم القبض على 4 عراقيين من المقيمين في مصر واثنين من الكويتيين، وثلاثة طلاب من البحرين، ولبنانيين، وفلسطيني، وباكستاني، وتم إغلاق دار النشر المصرية الشيعية (البداية)، ووجهت إليها تهمة تمويل من إيران، وكذلك دار النشر الشيعية اللبنانية (البلاغة).
وفي نفس العام تم ترحيل القائم بالأعمال الإيراني محمود مهدي بتهمة التجسس والاتصال مع شخصيات شيعية مصرية والترويج للفكر الشيعي، أما في سنة 1989، فقد تم القبض على تنظيم من 52 فردًا، بينهم 4 خليجيين وإيراني.
وفي سنة 1996، تم الكشف عن تنظيم يضم 55 عضوًا في 5 محافظات، وضم أغلب المتهمين في القضايا السابقة، وقد أشارت المعلومات الواردة بخصوص هذا التنظيم إلى أن المؤسسات الدينية الإيرانية التي يقف وراءها المرشد الإيراني علي خامنئي هي التي رسمت خطة لاختراق مصر من خلال الحسينيات الشيعية.
وفيما يتعلق بأعضاء هذا التنظيم الـ 55، فقد سعوا إلى مد نشاطهم في خمس محافظات مصرية، وسعوا إلى تكوين خلايا شيعية سرية تحت اسم "الحسينيات" جمعها مستوى قيادي باسم "المجلس الشيعي الأعلى لقيادة الحركة الشيعية في مصر".
وفي نوفمبر سنة 2002م تم القبض على تنظيم بزعامة محمد يوسف إبراهيم، ويعمل مدرسًا في محافظة الشرقية، ويحيى يوسف، إضافة إلى صاحب مطبعة، اتهموا بالترويج لتنظيم شيعي يسعى لقلب نظام الحكم وكان ذلك بقرية "المنى صافور" التابعة لمركز ديرب نجم وقد تم الإفراج عنهم بعد أقل من أسبوعين من اعتقالهم، وفي عام 2005 تم القبض على محمد الدريني بتهمة نشر التشيع وتم الإفراج عنه بعد 14 شهرًا ثم تم اعتقاله مرة أخرى في عام 2007 بعد أن تم القبض على مدير مركز "الإمام علي" الحقوقي المتهم بالتشيع.



آراء حول التشيع:



أثارت تصريحات وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق الأخيرة بشأن وقف ما وصفه بـ"المد الشيعي" في مساجد مصر، ردود أفعال واسعة حيث قال الدكتور عبد المعطي بيومي -أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر-: "الطبيعة المصرية لا تقبل المبالغات ولا الانحرافات الشيعية، فهو (أي المصري) لا يقبل مثلاً زواج المتعة، كما لا يقبل عصمة أحد من البشر، وإن كان من آل البيت، غير رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وذكر أنه قد "توجد محاولات لزرع التشيع في مصر لكنها فاشلة ومحكوم عليها بالانتهاء؛ فلا خطورة على الإطلاق من التشيع على مصر".
وحذر د. عبد المنعم البري، أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة جامعة الأزهر، ورئيس جبهة علماء الأزهر المنحلة، من المحاولة الشيعية المستمرة لاختراق المجتمع المصري وكشف عن وجود مجموعات شيعية انتشرت مؤخرًا في عدد من المدن الجديدة، وأوضح أن معظمهم من فرق الإمامية الجعفرية الاثني عشرية وهي من أكبر الفرق معاداة لأهل السنة.
وقال البري: إن آلاف الشيعة دخلوا إلى محافظة 6 أكتوبر ويحاولون التغلغل في المجتمع المصري السني لنشر المذاهب الشيعية.
وأضاف:"هناك زحف لعدد من قيادات الشيعة في عدد من المحافظات بالوجه البحري تم الكشف عنها مؤخرًا ومنها مدينة أبو حماد في الشرقية".
كما كشف عن تلقي لجان مركز التقريب بين السنة والشيعة الذي يرعاه الأزهر رشاوى من الجانب الإيراني تحت مسمى بدل محاضرات بلغت نحو ثلاثة آلاف دولار لكل لقاء يعقد، وهو ما يؤكد وجود نوايا غير سليمة لدى هؤلاء، كما حذر الدكتور أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر من مخططات نشر التشيع في عدد من البلدان العربية، وأكد الطيب أن وراء ذلك التبشير دوافع سياسية.
كما أشار الشيخ يوسف القرضاوي في وقت سابق إلى أنه كتب كتابًا حول الحوار والمذاهب ففوجئ بشخص يرد عليه بكتاب آخر عنوانه "القرضاوي وكيل الله أم وكيل بني أمية" فظن أن المؤلف من إيران أو من العراق أو لبنان غير أنه عندما سأل عنه وجد أنه من مدينة المنصورة بمصر وقد اعتنق المذهب الشيعي.
وحمل القرضاوي المراجع الشيعية في العراق المسئولية عن استمرار حمامات الدم ومسلسلات القتل والخطف والمجازر لعدم إصدارهم فتوى صريحة تمنع وتحرم تلك الجرائم التي ترتكب بحق السنة.
وقال موجهًا كلامه للشيعة: لا يعقل أن أقول أنا: أبو بكر رضي الله عنه، وتقول أنت: لعنه الله!!! فهذا أمر غير مقبول بالمرة.
وكان 22 من علماء الدين السنة في السعودية قد حذروا مؤخرًا في بيان لهم من خطورة الشيعة ودورهم في زعزعة استقرار البلدان الإسلامية وممارسة عمليات الاعتداء على أهل السنة.



ما وراء نشر التشيع:



لا يقتصر خطر نشر التشيع في مصر وغيرها من البلدان العربية على البعد العقدي ومخالفة ذلك لثوابت العقيدة عند أهل السنة، ولكن هناك بعدًا سياسيًّا لا يمكن تجاهله، ولعل هذا البعد هو الذي شكل موقف الحكومة المصرية من القضية طوال تاريخها؛ فقد اعترف رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني مؤخرًا، بامتلاك بلاده نفوذًا معنويًّا في دول المنطقة، موضحًا أن ذلك لخدمة مصالحها الخاصة.
وأشار لاريجاني في كلمة أمام المؤتمر العام للرابطة الإسلامية للمهندسين في طهران إلى نفوذ إيران في الدول الإسلامية، ومن ضمنها العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين، قائلاً: "إن القوة المعنوية لإيران في الدول الإسلامية تخدم المصالح الوطنية للبلاد".
وقد أفلحت طهران من خلال هذا النفوذ من تفجير الأوضاع في عدد من الدول تبعًا لمصالحها كما هو حادث الآن في لبنان والعراق واليمن والبحرين، وتسعى إلى ذلك في بلدان أخرى مثل مصر التي تعتبرها مفتاحًا لغيرها من الدول بالمنطقة؛ نظرًا لثقلها الثقافي والحضاري.



كلمة أخيرة:



تتحفز الحكومة المصرية في الوقت الحالي ضد مخططات نشر التشيع في البلاد؛ لإحساسها بخطورته على أمنها واستقرارها، وهو ما تم الكشف عنه مؤخرًا من استدعاء بعض العلماء لإعطاء محاضرات لضباط أمن الدولة لمواجهة هذه الظاهرة، إلا أن القضية لا ينبغي أن تقف عند الحدود الأمنية إنما هي قضية عقيدة في المقام الأول ويفترض الاستعانة بالعلماء والدعاة والجماعات الإسلامية التي ما زالت الحكومة تأخذ منها موقفًا سلبيًّا رغم أنها لا تتبنى العنف وتطلب المجال لنشر دعوتها بشكل سلمي.
وستكون هذه الجماعات بما فيها الجماعة الإسلامية التي أعلنت تخليها عن العنف أكبر عون للنظام في مواجهة هذه الظاهرة؛ نظرًا للتعاطف الشعبي الذي تحظى به هذه الجماعات السنية، خصوصًا أنها ليست في حالة صدام مع النظام في الوقت الحالي، كما أن الحل الأمني لن يجدي نفعًا وحده كما هو الحال في غيرها من القضايا القائمة على العقيدة والفكر.



Wednesday, September 17, 2008

تشييع مصر خط أحمر



موقع القرضاوي/15-9-2009
بقلم / حمد الماجد
تحذيرات صريحة وجريئة من التمدد الشيعي في الدول السنية أدلى بها مؤخرا الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لصحيفة «المصري اليوم»، ولو أن هذا التصريح صدر من غير القرضاوي لم يكن له هذا الزخم والصدى، ليس لمكانة القرضاوي العلمية وشهرته في العالم العربي والإسلامي فحسب، ولكن لأن القرضاوي يمثل مدرسة «متسامحة» جلبت عليه الكثير من النقد، الذي يصل أحيانا إلى حد التجريح، فهل تعني الآراء الصريحة للقرضاوي «المتسامح» أن الخطوط الحمراء السنية قد اقتحمها غزو الفكر الشيعي وأن السكين الشيعية وصلت العظم؟
إن المطلع على تصريحات القرضاوي الأخيرة لا يحتاج إلى كبير عناء ليخلص إلى أن الذي «استفز» الشيخ القرضاوي ليدلي بهذه التصريحات الشفافة، هو تحول عدد من المصريين السنة إلى التشيع، لقد كانت الإحصاءات في مصر إلى بضع سنوات خلت تقول إن مسلمي مصر سنيون مائة في المائة، ولم تستطع الأيدلوجية الشيعية أن تخترقها حتى في عهد الحكم الفاطمي الشيعي، وفي الآونة الأخيرة أثمرت الجهود الشيعية «التبشيرية» المكثفة، التي ترعاها إيران وحوزاتها العلمية في تشيع عدد من المصريين، وصل عددهم إلى الألوف أو ربما عشرات الألوف، يستترون وراء أكثر من 76 طريقة صوفية، كما أكد ذلك لموقع «العربية» محمد الدريني أحد قياديي الشيعة المصر يين.
المشكل هنا أن عددا من المراجع والرموز الشيعية، سواء كانت علمية أو فكرية، تمارس خطابا متناقضا، فهي أحيانا تدعو إلى الوحدة بين المسلمين ورص الصف تجاه العدو المشترك وتناسي الخلافات، وتنقم على بعض التوجهات السنية إحياء الطائفية إذا هي تحدثت عن التمايز العقائدي بين الطائفتين، بحجة أن الفئتين مسلمتان ليس بينهما خلاف في الأصول، ولكنها في أحيان أخرى تمد أذرع التشيع وشبكته العقائدية والفكرية في دول هي سنية خالصة، ويدعم هذا الجهد ميزانيات مالية ضخمة بغية وضع موطئ قدم عقائدي يهيئ في المستقبل لقدم سياسية، ولو أن من يقف وراء الجهود التبشيرية للتشيع في مصر يعتبر المصريين مسلمين حقا وحقيقة لما وجه جهده «التبشيري» لهذا البلد المسلم ولكانت جهوده موجهة للوثنيين والملحدين وأتباع الملل والنحل الأخرى في أقصى العالم وأدناه.
أذكر أني التقيت في لندن مفكرا تونسيا يعتبر أحد رموز الحركة الإسلامية التونسية، وكان متعاطفا مع ثورة الخميني، لدرجة أنه اعتبر الخميني أحد مصلحي هذا القرن، يقول لي إنه في غمرة اللقاءات الحماسية المتبادلة بين ممثلي الثورة الإيرانية ورموز حركته (لحشد الجهود ضد العدو المشترك!) لاحظ استغلالا خفيا لهذا التواصل فشرعوا في بذر حركة التشيع في تونس، وهي بلد سني خالص! وانه قال للإيرانيين بلغة حازمة حاسمة إننا تسلمنا هذا الإرث من علمائنا وأسلافنا ولا يمكن أن نفرط فيه ولا نساوم عليه.
لا بد أن يدرك علماء الشيعة وحوزاتها وقادة الرأي فيها والعقلاء منهم أن التسويق للعقيدة الشيعية في الدول الإسلامية السنية الخالصة هو تسويق للمشاكل وبذر لأسباب الفتنة، إذ يكفينا الدول التي يختلط فيها وابل الشيعة بنابل السنة في العراق وباكستان ولبنان، حيث يوقد متطرفو الفئتين نيران الفتنة الطائفية، كلما خبت زادوها سعيرا، يجب على عقلاء الشيعة أن يوقفوا جهود «التبشير» الشيعية في الدول الإسلامية، والشيعة هم المستفيد الأول لأن منافسة الشيعة للسنة في دول أو مناطق لا وجود للشيعة فيها أصلا يخلق شعورا بالمرارة ضدهم، كما أن مثل هذه الأجواء تهيئ مناخا خصبا للعداوة ضد طائفة هي في النهاية لا تشكل أكثر من 10% من المسلمين، هذا ناهيك من خسارة الأصوات المعتدلة المتسامحة، كما حدث للشيخ القرضاوي، الذي اتهموه هو الآخر بالطائفية فقط لأنه انتقد صراحة محاولات تشييع بلاده التي عرفت على مر التاريخ بالانتماء الكامل للمذهب السني.

حرب العاشر من رمضان



د.يوسف القرضاوي
من أهم ما حدث في شهر رمضان المبارك: ما فاجأنا وفاجأ العالم كله من حدث اهتزت له القلوب طربا، وابتسمت له الثغور فرحا، ولهجت به الألسنة ثناء، وسجدت الجباه من أجله لله شكرا.
إنه الحدث الذي عوضنا عما فوجئنا به من قبل في الخامس من حزيران (يونيو) 1967، والذي خسرت به الأمة ما خسرت، وكسبت إسرائيل ما كسبت، وضاعت به -إلى اليوم- القدس والضفة والقطاع والجولان، بالإضافة إلى سيناء التي استردتها مصر فيما بعد.
وهذا الحدث الذي أحيا الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، بل الأمة الإسلامية من المحيط إلى المحيط، هو: حرب العاشر من رمضان، وأنا أحب دائما أن أسميها معركة العاشر من رمضان، وليس السادس من أكتوبر؛ لأن شهر رمضان ونفحاته وبركاته وإمداداته التي هبت نسماتها على الجنود والصائمين والمصلين كان له أثره في تحقيق النصر، وإمداد المقاتلين بشحنة إيمانية دفعتهم إلى البذل والفداء، أما أكتوبر، فليس له أي إيحاء أو دخل في هذا النصر.
ما زلت أذكر هذا اليوم المشرق، وقد خرجت من درس العصر في مسجد الشيخ خليفة، فإذا الأنباء المبشرة تستقبلني، وإذا الهواتف تدق ولا تتوقف، للاتصال بي من هنا وهناك، مهنئة بما وقع، شاكرة لله تعالى، الذي صدق وعده، وأعز جنده، وهزم الظالمين وحده.
في أول الأمر خفت أن نكون مخدوعين، كما خدع كثيرون أيام نكبة 5 يونيو 1967، فقد كانت القاهرة تذيع الأكاذيب على الناس، وتخدرهم بأخبار لا أساس لها: طائرات إسرائيلية تسقط بالعشرات، والحقيقة أن طائراتنا هي التي ضُربت في مدرجاتها، ولم تطر حتى تسقط، ولكن كانت الشواهد كلها تؤكد أن هذه حقيقة وليس حلما، وأنه واقع وليس من نسج الخيال.
ألا ما أحلى مذاق النصر، وخصوصا بعد تجرع مرارة الهزيمة المذلة من قبل! وللأسف طالت هزائم الأمة في معارك شتى، وذرفت الدموع كثيرا على هزائمها، حيث لم تغنِ الدموع، وآن لها أن تجد مناسبة تفرح بها بعد حزن، وأن تضحك بعد طول بكاء.
لقد عبر الجيش المصري القناة، صنع قناطر أو جسورا للعبور عليها، مكونة من أجزاء، تُركب في الحال، ويوصل بعضها ببعض، فتكون جسرا فوق الماء تعبر فوقه المصفحات والمجنزرات والدبابات إلى البر الآخر، وقد بدأ بالعمل فيها منذ سنوات، ثم بدأت تجربتها، والتدريب عليها منذ شهور، في تكتم وسرية بالغة، وهذا عمل مصري خالص، لم يشترك فيه خبراء أجانب، ولهذا حفظ السر، ولم يبح به أحد.
بعد عبور القناة بسلام وأمان ونجاح، اقتحمت القوات المصرية ما عُرف باسم خط بارليف، الذي أقامته إسرائيل؛ ليكون حاجزا ترابيا بعد الحاجز المائي، وكانت العدة قد أعدت لتخطيه بإحكام ومهارة.
وكان كل شيء مُعدا بجدارة وأناة وحكمة، ولم يكن هناك شيء مرتجل، وقام كل سلاح بدوره: سلاح المهندسين، وسلاح الفرسان والمدرعات، وسلاح الطيران، كل قام بما هيئ له، وما كلف به.
وقد اختير التوقيت المناسب لبدء المعركة، وكان رمضان هو الوقت الملائم نفسيا وروحيا، لما يمد به الجنود من نفحات، وما يعطيهم من شحنة روحية، وكان أكتوبر مناسبا، من حيث المناخ، وليس فيه حرارة الصيف، ولا برد الشتاء.
وكان الوقت مناسبا من ناحية أخرى: أنه يوم الغفران، أو عيد الغفران عند اليهود، فلننتهز غفلتهم وانهماكهم في الاحتفال بالعيد، لنفاجئهم بضربتنا، كما فاجئونا بضربتهم في يونيو 67.
ولا يقال: كيف نباغتهم ولا ننذرهم؟ فمثل هذه الحرب لا تحتاج إلى إنذار ولا إبلاغ؛ لأنها حرب دفاع للمحتل، وهي مستمرة معه لم تتوقف.
وأهم من هذا كله: الروح المعنوية التي كان يحملها المقاتل المصري.. إنها روح الإيمان؛ الإيمان بالله تعالى، وأنه ينصر من نصره، والإيمان بأننا أصحاب الحق، والحق لا بد أن ينتصر، والباطل لا بد أن يزهق )وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا( (الإسراء: 81).
فرق بين حربَين
وفرق كبير بين هذه الحرب وحرب يونيو 67، فقد كان العنصر الإيماني والروحي مغيبا عنها تماما؛ لذلك لم يحالفها النصر.
كانت كلمة السر في حرب 67: "بر بحر جو"، ولكن الواقع يقول: إنهم لم ينتصروا في بر ولا بحر ولا جو، ولم يكن الذنب ذنب الجيش وجنوده، ولكن ذنب القادة الذين جروهم إلى حرب لم يخططوا لها، ولم يعدوا لها العدة، ولم يأخذوا لها الحذر، كما أمر الله.
لقد ترك الجنود أسلحتهم، وتركوا دباباتهم ومصفحاتهم، لم يحاولوا أن يشعلوا فيها النار بعد أن تركوها، حتى لا يغنمها العدو ويستفيد منها؛ لأن هم كل واحد منهم كان هو النجاة بنفسه، واللياذ بالفرار.
لقد اعتمدوا على الآلات، فلم تغنِ عنهم الآلات، واتكلوا على السلاح فلم ينجدهم السلاح؛ لأن السلاح لا يقاتل بنفسه، إنما يقاتل بيد حامله، ويد حامله إنما يحركها إيمان بهدف، وإيمان برسالة، وهذا لم يعبأ به الجنود.
يقول أبو الطيب:
وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا ... إذا لم يكن فوق الكرام كرام!
ويقول الطغراني في لاميته:
وعادة السيف أن يزهى بجوهره ... وليس يعمل إلا في يدي بطل!
ماذا تجدي خيل بغير خيال، وفرس بغير فارس، وسيف صارم بغير بطل؟!.
فلا عجب أن كانت الهزيمة الثقيلة المذلة في 67؛ فهذه نتيجة منطقية لمقدمتها، كما قال العرب: إنك لا تجني من الشوك العنب، وصدق الله إذ يقول: )وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا( (الأعراف: 58).
سُئل الرئيس حسني مبارك، عندما كان نائبا للرئيس السادات في 27-9-1975، سأله بعض الصحفيين: ماذا أخذنا من دروس 67 في الإعداد لقتال 6 أكتوبر؟ قال: باختصار.. في 67.. لا تخطيط.. لا إعداد.. لا تدريب.. لا تنسيق بين العمل السياسي، والعسكري. اهـ.
وأهم من ذلك: أننا لم نزود جنودنا بالإيمان، في حين تجتهد إسرائيل أن تزود جيشها بتعاليم التوراة، وتوجيهات التلمود، ونصائح الحاخامات.
وكان من ثمرات محنة 67: أنها أيقظت في الناس المعنى الديني، والضمير الديني، والرجعة إلى الله، وبدأت حركة إيمانية قوية في القوات المسلحة، وكان الحرص على إقامة الصلاة، وقام وعاظ الأزهر بدورهم في التنبيه والإحياء، وكان هناك شعور عام بالحاجة إلى الله، والدعاء بنصر الله، فلا غرو أن كان شعار المعركة "الله أكبر".
إن الجندي المصري في 73 هو نفسه في 67 من حيث الشكل والمظهر، ولكنه غيره من حيث الباطن والجوهر، إن الإنسان إنما يقاد من داخله، لا من خارجه، ولا يقود الناس في بلادنا شيء مثل الإيمان، ولا يحركهم محرك مثل الإيمان.
وهذا ما لم تفهمه قيادة 67، فقد عزفوا على منظومة القومية، ومنظومة الاشتراكية، ومنظومة الثورية، فلم تحرك ساكنا، أو تنبه غافلا في الجندي المصري، أو الجندي العربي عموما.
ولكنك إذا حركته بـ"لا إله إلا الله والله أكبر".. إذا رفعت أمامه المصحف، إذا قلت: يا ريح الجنة هبي، إذا ذكرته بالله ورسوله، وذكرته بالأبطال العظام: خالد وأبي عبيدة وسعد وطارق وصلاح الدين وقطز وعبد القادر الجزائري، وعمر المختار -فقد خاطبت جوانيته، ودخلت في أعماقه، وأوقدت جذوته، وحركت حوافزه، وبعثت عزيمته، وهنا لا يقف أمامه شيء، إنه يصنع البطولات، ويتخطى المستحيلات؛ لأنه باسم الله يتحرك، وباسم الله يمضي، وعلى الله يتوكل: )وَمَنْ يَتَوَكلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ( (الطلاق: 3)، )وَمَن يَعْتَصِم بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ( (آل عمران: 101).

Tuesday, July 29, 2008

مصر ترد على الفيلم الإيراني "إعدام فرعون" بـ"الخميني إمام الدم"

القاهرة- مصطفى سليمان
قال رئيس تحرير جريدة "الوطني اليوم" لسان حال الحزب الوطني الحاكم فى مصر، إنه بدء مشروع فيلمه الجديد "الخمينى إمام الدم" كرد مباشر على الاساءة الايرانية لمصر فى فيلم "اعدام فرعون" والطعن فى وطنية الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى يمثل لكل المصريين رمزا للوطنية في الحرب والسلام.وكان الفيلم الايرانى "اعدام فرعون" قد أحدث ضجة فى مصر وصلت الى استدعاء وزارة الخارجية المصرية أرفع دبلوماسي ايراني في القاهرة الاثنين 7-7-2008، محذرة من توتر العلاقات بين البلدين وإمكانية أن يلحقها الضرر بسبب الفيلم الذي يحكي عن اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات.ويحمل هذا الفيلم الوثائقي عنوان "اعدام فرعون" وهو يعرض حسب منتجيه "الاغتيال الثوري للرئيس المصري الخائن بأيدي الشهيد خالد الإسلامبولي". وكان الإسلامبولي المتهم الرئيسي في عملية الاغتيال, و حوكم وادين وشنق عام 1982.

فيلم "إمام الدم"
وقال محمد حسن الألفي، رئيس تحرير جريدة "الوطني اليوم" والعضو البارز فى لجنة الاعلام بالحزب الوطنى الحاكم فى مصر، في حديث لـ"العربية.نت" إنه بدأ فى إعداد سيناريو فيلم "الخميني إمام الدم" منذ فترة وجيزة، مشيرا إلى أنه انتهى من كتابة الفصول الأولى منه وسيخرجه المخرج المعروف "محمد فاضل" وستنتجه شركات انتاج خاصة. وكشف الألفي للعربية.نت عن تفاصيل سيناريو فيلمه "إمام الدم"، قائلا "انه سيعرض لرحلة التطرف لدى الإمام الخميني من باريس الى مصر، وكيف تأثرت مصر بهذا التطرف طوال السنوات العشر الاولى لحكم الرئيس مبارك نتيجة هذا الفكر ومدى ما تعرض له أمن مصر القومي من تهديد بسببها". وأوضح الألفي "ان الفيلم سيعرض التفاصيل الدقيقة لقتلة السادات وكيف تم تحريضهم من الفكر الخميني".وأضاف أن الفيلم "سيتناول الفكر الخميني فى حد ذاته وسنؤكد أنه لم يكن إماما للعقيدة الإسلامية التي تتسم بالسلام ورفض الارهاب بقدر ما كان اماما للدم".وتابع الالفى حديثه قائلا "سنوضح للجميع كيف كان انتصار الرئيس الراحل السادات فى حرب اكتوبر انتصارا للارادة السياسية فهو شخصية وطنية أحبه المصريون جميعا حتى الذين اختلفوا معه، فقد انتصر السادات لبلاده فى الحرب والسلام ولم يؤد انتصاره الى تصدير الثورات أو التطرف أو موجات الارهاب أو زعزعة استقرار الدول المجاورة كما حدث فى الثورة الايرانية".

عائلة السادات تحتج
وكانت عائلة السادات أعلنت انها ستلاحق منتجي هذا الفيلم الوثائقي أمام القضاء.ووصفت جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل زوجها إنه "شجرة مثمرة قذفها الإيرانيون بالحجارة.. فلم ينقصوا من قدره شيئاً".وقالت في تعليقها على الفيلم الإيرانى فى البرنامج التليفزيونى الأشهر فى مصر "البيت بيتك" على القناة الثانية المصرية مساء أمس الاول: إن طهران تتخذ منه موقفاً غير عادل، بسبب استضافته لشاه إيران رداً على وقوفه مع مصر خلال حرب أكتوبر، وعندما مات كان لابد من معاملته كإمبراطور.وامتدت أزمة "إعدام الفرعون" إلي مجلس الشوري المصري الذي طالب السلطات الإيرانية بمنع عرضه كنوع من إبداء حسن النية لإعادة العلاقات مع مصر، وطالب المجلس في بيان أصدره أمس السبت 13 -7-2008 وزارة الخارجية المصرية باستمرار تحركاتها للتعامل مع هذا العمل المسيء للشعب المصري ورموزه. واعتبر البيان أن قول إيران إن الفيلم لا يمثل موقفها الرسمي لا يمكن قبوله بسهولة، في ظل خلط طهران بين المواقف الرسمية وغير الرسمية.

Thursday, July 10, 2008

كيف نواجه المشروع الإيراني بـ 13 خطوة

ورقة عمل لمواجهة المشروع الإيراني

بقلم: علي حسين باكير

هذه محاولة فردية متواضعة لتأطير جهود كل من يرى في التصرفات و السياسات الإيرانية المتّبعة حاليا في المنطقة العربية خطرا يكتنف ساحتنا, و مشروعا للهيمنة علينا و تقسيمنا و تفتيتنا شانه في ذلك شأن المشاريع الأمريكية و الصهيونية, يتّفق معهم في جوهره و يكون مكمّلا لهم و لا يختلف عنهم إلاّ في حدود الأدوات و الوسائل المستخدمة.
و لكن و قبل الخوض في البنود الأساسية الموجهة بطبيعة الحال لكل من يرى انّه يستطيع الاستفادة منها ( من إعلاميين و مواقع إعلامية, جمهور وجمعيات أهلية, و جماعات ضغط شعبية, كتّاب وغيرهم) في مواجهة المشروع الإيراني للمنطقة, يجب علينا التأكيد على عدد من النقاط الأساسية التي تكون محورا ثابتا راسخا في ذهنا خلال إتّباع الخطوط العامة للسياسة التي تحدّدها هذه الورقة في مواجهة المشروع الإيراني في الوطن العربي و الذي يطال الشعوب بالدرجة الأولى و منها:

1- الحفاظ على وحدة و تماسك النسيج الداخلي للدولة و الشعب في الوطن العربي و عدم السماح بتفتيت المجتمع أو اختراقه و العمل على جمع مكوناته و تثبيتها على قاعدة قابلية الاندماج في الدولة العربية و ليس على قاعدة التفريق و الولاءات المتعددة, و عدم الخضوع لمبدأ تصدير الفتن الذي تقوم به إيران و غيرها من الدول الغربية. فالاستقرار الداخلي و الاجتماعي ضمن الإطار الطاغي لهوية المنطقة العربية الإسلامية شرط أساسي في نجاح تطبيق سياسة مواجهة المشروع الإيراني التفتيتي, و لذلك يجب أن نشير هنا أيضا إلى أنّ تطبيق كل ما سيأتي من بنود في هذه الورقة يساعد في لجم المشروع الإيراني و لكنه لا يلغيه, فعملية الإلغاء سواء للمشروع الإيراني أو الإسرائيلي يستلزمها وجود مشروع عربي لديه الحد الأدنى من مقومات الصمود و هو ما يجب التحضير له جدّيا.
2-ضرورة مواجهة الدعاية التي تقوم إيران بترويجها حاليا من أنّ كل من يريد صدّ مشروعها فهو مع المشروع الأمريكي أو الصهيوني!! فهذا فخ تريد إيران أن توقعنا فيه من خلال الإيحاء بانّ كل من يناهض مشروعها يقف في مركب واحد. لكنّ الحقيقة هي أنّ المشروع الإيراني هو نفس المشروع الأمريكي و الإسرائيلي للمنطقة بل إنّ هذه المشاريع متكاملة فيما بينها و أي خلاف يظهر فيما بينها يكون على حجم الحصّة فقط.
3-يجب أن نعلم أنّ إيران ستعمد إلى تنفيس الاحتقان ضدّها كلما اضطرت إلى ذلك, لكن هذا لا يعني أنّها تراجعت عن مشروعها فهناك فرق كبير جدا بين تغيير الهدف و تغيير الأسلوب, و ما تقوم به إيران دائما هو تغيير الأسلوب و التكتيك و بقاء الهدف و الاستراتيجية. لذلك سنجد أنّها ستطلق شعارات عن أنّ من يريد مواجهة مشروعها يريد الفتنة و التقسيم و سنسمع من وقت لآخر عن دندنة حول الوحدة الإسلامية و الحوار و التعايش و التسامح و مصطلحات من هذا القبيل. يجب أن نوقن أنها مجرّد مناورة إيرانية كما أثبتت الوقائع, ذلك أنّ التشيع "الصفوي" الذي يطعن في كل السنّة -و في الشيعة المخالفين له أيضا- لا يمكنه أن يكون عامل توحيد أو تفاهم, و لا يمكن تقبّل التشيع "الصفوي" القائم على القومية الفارسية و على تحريف صحيح الدين و على الخرافات و احتقار العرب و سبّ و اهانة و طعن جيل كامل من الصحابة و تاريخ كامل للدولة الإسلامية. و لا يمكن أيضا تقبّل الحجّة المكروره من أنّ إسرائيل دائما و حصرياً -و ليس إيران- هي من يقف وراء و خلف كل ذلك, -اللهم إلاّ إذا كانت إسرائيل تخترق الأجهزة الدينية و المؤساسات الإيرانية الرسمية و تقوم بنشر هذه الفتن و هذا التشيع الصفوي-. يجب أن نعلم أن هكذا مناورات إيرانية باتت قديمة و يجب التنبه لها دائما, فهناك حقائق لا يمكن لإيران إنكارها في هذا المجال.

أمّا فيما يتعلّق بالبنود العملية فهي:

البند الأول: التركيز على أنّ مواجهة المشروع الإيراني لا تعني تناسي أو تجاهل مواجهة المشاريع الأخرى الموازية أو المكمّلة للمشروع الإيراني-الصفوي و أهمها المشروع الصهيوني. إذ سنجد أنّ الصهاينة قد يتدخلون في أجندة محاربة المشروع الإيراني- الصفوي, و ذلك لخلق صورة وهمية عن أنّ الجميع في خندق واحد ضدّ إيران, و بالتالي يستفيدون من جهودنا في مواجهة المشروع الإيراني, و هو نفس الأسلوب الذي اتّبعته إيران سابقا. إذ استطاعت أنّ تخلق صورة وهمية عن عدائها لإسرائيل و أمريكا للاستفادة من جهودنا, فبينما كنّا نحارب هذا المشروع الأمريكي و الإسرائيلي في أفغانستان و العراق و لبنان, كانت هي تقطف ثمار المواجهة و تترجمها مطالب من أمريكا و إسرائيل. لذلك فالوضع هنا يقتضي مقاربة ثنائية و حرب ثنائية على جبهيتن, و لا مانع من تخصيص فئات معيّنة لمواجهة كل جهة, أو اعتماد أسلوب آخر يقوم على توضيح تعقيدات هذه النقطة للعامة لاسيما فيما بتعلق بأنّ مواجهة أحد هذه المشاريع على انفراد لا يعني إهمال المشروع الآخر أو مساندته أو التحالف معه, و هذا ما يتطلب جهدا إعلاميا و عمليا كبيرا.

البند الثاني: الحرص على عدم جمع الشيعة في سلّة واحدة. إذ ظهرت في الآونة الأخيرة حالة تململ من المشروع الإيراني في بعض أوساط الشيعة العرب الغير مواليين "للولي الفقيه" بالتحديد –هناك شيعة عرب موالين للولي الفقيه - و ذلك لأسباب عديدة مختلفة منها:
1- الاستعلاء القومي: إذ يرى بعض الشيعة العرب أنّ "ولاية الفقيه" تمثّل البعد القومي الفارسي الاستعلائي, و أنّ المشروع الإيراني في هذا الإطار سيجعل من المراجع الشيعية العربية الكبرى مجرّد "خدم" للمنظومة الدينية الإيرانية المتمثّلة بالتشيّع "الصفوي" –راجع في هذا المجال كتاب "علي شريعتي" التشيع العلوي و التشيع الصفوي-. و حتى إنّ إيران لم تكتف بالتشيع "الصفوي", فاخترقت المرجعية العربية من خلال تنصيب إيرانيين عليها يدّعون عدم موافقتهم على مبدأ الولي الفقيه لكنهم ينفذون أجندة إيران السياسية و الطائفية و المصلحية بامتياز, و آية الله الإيراني السيستاني مثال صريح و واضح على ذلك.
2- تضارب المصالح: إذ لا بدّ لنا أن نأخذ بعين الاعتبار وجود حد معين من تضارب المصالح فيما يتعلّق بمدرسة المرجعيّة, إذ أنّ إيران تسعى إلى نقل الثقل الأساسي من مدرسة النجف التاريخية إلى مدرسة "قم" ما يكرّس إيران كمرجع أساسي لشيعة العالم من الناحية الفقهيّة و المذهبيّة و السياسية, مع ما يترافق من تضارب في المصالح السياسية و الاقتصادية و المالية المتعلّقة في الخمس و غيره.

في هذا الإطار, يجب علينا أن لا نهمل كل هذه التناقضات بغض النظر عن أسبابها و طبيعتها و بغض النظر أيضا عن موقفنا من المخالفين و المنشقّين عن المشروع الإيراني. صحيح أننا كنّا نتكلم عن جميع الشيعة "المتدينين" في المرحلة السابقة على أنهم واحد لا اختلاف فيه, و قد كان ذلك صائبا في حينه , ذلك أنّهم لم يكونوا قد اختلفوا فيما بينهم, و لم يكن المشروع "الصفوي" واضحا بمثل هذه القوّة بالنسبة إليهم و ما كان الآخرون يروون فيه إلا تمثيلا و حماية للتشيّع, أمّا و قد حصلت انشقاقات الآن و بات البعض يرى فيه خطرا –عليهم قبل أي احد-, فقد بات من الأهمية بمكان عدم دفع هؤلاء للالتحاق قسرا بالمشروع الإيراني عبر النظر إليهم بعين واحدة أو إهمالهم, فهم يعلمون أنّ إيران لا تبالي بهم و إنما تريدهم مجرّد أداة لتنفيذ مآربها و لا تأبه لهم و لا لمقدساتهم و لنا عبرة في دك الأمريكيين للنجف و مقابرهم المقدسة دون أن يبدي الإيرانيون أي ردّة فعل على ذلك. و عليه ينبغي أن نحرص على هذه الفئة و أن نتيح لها قدرا من الدعم و التبني في مواجهة الآخرين على أن تتمحور علاقتهم معنا على ثلاث عناصر أساسية:
1- ضرورة أن يكونوا معارضين للمشروع الإيراني بشكل صريح و واضح لا لبس فيه.
2- ضرورة أن لا يكونوا مع المشروع الأمريكي كبديل.
3- ضرورة أن يكونوا ممن يؤمن بالاندماج بالعمق العربي كنواة للوحدة الإسلامية المنشودة.
و يتواجد عدد لا بأس به ممن تنطبق عليهم هذه العناصر على الساحة الآن و في خضم الأحداث خاصّة في كل من لبنان و العراق. و يتعرض هؤلاء لضغط كبير مادي و نفسي و إعلامي و مالي و لحملات تشويه و تأليب الرأي العام "الشيعي" عليهم و لفتاوى إهدار دم و تخوين و عمالة, و كل ذنبهم أنّهم لا يوافقون على المشروع الإيراني الاختراقي و أهمهم:
1- في لبنان:
أ. التيار الشيعي الحر الذي بدأ يتبلور في لبنان و هو عبارة عن تجمع للشيعة من مختلف الانتماءات, الدينية و الاقتصادية و الإعلامية و السياسية يهدف إلى رفض الوصاية الإيرانية من خلال مقاومة توجهات –حزب الله- السياسية و الدينية بالأساس و معارضة كل أدوات إيران في الداخل اللبناني من الذين يتلقون أوامرهم من طهران. و من أبرز أعضائه:
- "منسق التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن", الذي سرّب حزب الله بشأنه فتاوى إهدار دم مؤخرا لمجاهرته برفض الوصاية الإيرانية و إتباعها, و هدّد عائلته بضرورة التبرؤ منه و تمّ تشويه سمعته باتّهامه بأنّه "لص", "تاجر حشيشة" و تمّ نشر وثائق عن هذا الموضوع تعود إلى فترة الوجود السوري في لبنان, و هذا بحد ذاته ذو مغزى.
ب. الشيخ صبحي الطفيلي, و على الرغم من انّه لم ينضم بعد إلى التيار, لكنه يبقى الأمين العام الأول لحزب الله و له مكانة خاصة عند أتباع منطقته, و قد تمّ فصله من الحزب لرفضه الأوامر الإيرانية و لأنه أراد الحزب لبنانيا خالصا بعيدا عن أوامر طهران, فتعرض لحملة عنيفة و استخدمت المخابرات السورية أجهزة الدولة اللبنانية و الجيش في ملاحقته و تدمير كل ما يمتلكه من وسائل اتصال بالجمهور من إذاعة و منشورات و تمّ اختلاق ملفّات أمنيّة بحقّه و جرت محاولة شهيرة لاغتياله بإيعاز من إيران أثناء تواجده في "الحسينية", و هو يعد من أبرز المنادين بخطورة المشروع الإيراني على العرب و على الشيعة أنفسهم, و قد حذّر دائما من مشاريع إيران و من الفتن التي تريدها بين السنة و الشيعة حيث يقول أن لا مصلحة للشيعة في معاداة السنّة, و على الشيعة أن يحرصوا على التوحّد مع "البحر الواسع" و أنّ مصلحتهم تكمن في هذا و ليس في الاقتتال أو التخاصم معهم, مؤكدا في مرات عديدة أنّ إيران عميلة للمشروع الأمريكي-الإسرائيلي و مشاركة معه في العراق و أفغانستان و سياسيا في لبنان.
2- في العراق:
أ. الشيخ حسين المؤيد, و من أجرأ ما أدلى به هو أنّ إيران اخطر من إسرائيل على العرب لانّ مشروع إسرائيل مكشوف و لا يمكن لأحد أن يكون معه, فالسياسة الإيرانية ليست إيجابية في أهدافها وليست إيجابية في أساليبها، ولا يوجدللنظام الإيراني مشروع إسلامي عام وليس له مشروع شيعي كامن وإنما له مشروع قومييتخذمنالدين والمذهبوسائل لتحقيق أهداف ذلك المشروع القومي، والسياسة الإيرانية ترسممنزاوية المصلحة القوميةالإيرانية "على حد قوله". كما يعد أول من طالب بهدم مزار "أبو لؤلؤة المجوسي" -قاتل الخليفة عمر رضي الله عنه- الموجود في إيران و الذي يحظى بقدسية كبيرة لدى "التشيع الصفوي".

البند الثالث: إظهار صورة العربي في المناهج الإيرانية و كيف ينظر الإيراني إلى العربي, و هي نظرة احتقار و استعلاء و ازدراء, كي يصبح الجميع على بيّنة و لا يتم أخذنا على حين غرّة. فالفكر الإيراني في هذا المجال يتشابه إلى حد بعيد مع الفكر الصهيوني الذي يتحدّث عن الآخرين عبر مصطلح "الأمميين" و "شعب الله المختار". المشكلة في هذا الباب أنّ العرب ليس لديهم أيّة فكرة عن تراث إيران في هذا المجال و ليس لديهم أية فكرة عن صورة العربي في الداخل الإيراني, لعل ذلك يعود إلى انشغالهم في الصراع مع أمريكا و إسرائيل, لكنّ ذلك لا يبرر الجهل التام الذي نحن فيه عن طبيعة مشروع إيران و مقوماته القوميّة و الفكرية و الشعوبية و المذهبيّة.
لا ننكر على أي شعب سعيه إلى بلوغ القمة و اعتزازه بعلمائه و عظمائه و مفكريه, بل الواجب التنافس في هذا المجال, لكن المنكر هو أن يقوم من يدّعي بأنّه "إسلامي" و أنّ "جمهوريته إسلامية" و انّه من "سلالة الرسول الأكرم" بتحقير العرب و دعم سياسات شعوبية و حقائد فارسية و صفوية متظاهرا بعكس ذلك.
الطامة الكبرى في هذا الإطار, أنّ السياسات السلبية لا تأتي من القوميين الفرس فقط و إنما من الحوزة الدينية الإيرانية. تلك الحوزة التي تدّعي الإسلام و تقوم بالسر و العلن على تخريبه, تلك الحوزة التي احتفلت بخسارة العرب في حرب 67 باعتراف الإمام جواد الخالصي نقلا عن السيد هاني فحص. كتاب "الشهنامة" مثال حيّ و واقعي على احتقار العرب, و مع ذلك تفتخر الحوزة الدينية الإيرانية بانّ من أكبر انجازاتها الحديثة, العمل على إعادة إحياء و دعم "الشهنامة" الذي يمثّل قمّة السياسة "الشعوبية" الفارسية.
و لمن لا يعرف, "فالشهنامة" ملحمة شعرية وضعها الشاعر الفارسي الشعوبي "أبو القاسم الفردوسي"(411-329هـ) بتكليف ملكي بقصد تحقير العرب و تمجيد الفرس و ملوكهم و رفع مكانة اللغة والتراث الفارسي و الحط من منزلة العرب والمسلمين الذين دحروا الإمبراطورية الفارسية وحرروا أبنائها من الجاهلية وعبادة النار و ادخلوا عليهم نور الإسلام, و تقع في حوالي 60 ألف بيت شعري, و قد اجتهد الفردوسي على جمعها طيلة فترة تتراوح بين 30 و 40 سنة على أن لا يرد فيها أي كلمة عربية. حيث صب جل غضبه على العرب واصفا إياهم بأبشع الأوصاف التي من اقلها " الحفاة الرعاة , أكلت الجراد , الغزاة " وغيرها من النعوت و الأوصاف الشائنة الأخرى .
ومن نماذج الأشعار العدائية ضد العرب التي دونها الفردوسي في ملحمته الأبيات التالية:
زشير شتر خور دن وسو سمار
عرب را بجايي ر سيده است كار
كه تاج كيانرا كند آرزو
تفو باد بر جرخ كردون تفو
وتعني ترجمتها :
من شرب لبن الإبل وأكل الضب بلغ الأمر بالعرب مبلغا
أن يطمحــــوا فـي تــاج الملك فتبا لك أيها الزمان وسحقا

كما جاء فيها المثل الشهير الذي يردده الايرانيون:
"سكع اسفهان آبا يخ ميخرد, عرب در بي يابان ملخ مي خوراد"
و ترجمتها:
"الكلب الاصفهاني يشرب الماء البارد, و العربي يأكل الجراد في الصحراء"

و نتساءل كما تساءل صباح الموسوي, أي حوزة دينية إسلامية هذه التي تقوم بالترويج لهذا العمل و تفتخر به و تعتبر أنّ إعادة إحيائه من أعظم انجازاتها!! و ذلك عبر طبع كاتب الشاهنامه على قرص ليزري ( سي دي ) مدته ساعتين يتضمن ترجمة باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية للشاهنامه مع نبذت تاريخية عن حياة الفردوسي وصور عن قبره المشيد كما ذكرت مؤسسة نور التابعة لحوزة قم المقدّسة التي قامت بهذا الإنجاز الإعلامي الكبير!! هل ديوان الشاهنامه كتاب عقائدي أو فقهي مثلا , لكي تقوم الحوزة العلمية الدينية بصرف الملايين أو على إنتاجه وتوزيعه بالمجان من قبل المراكز الثقافية والسفارات الإيرانية المنتشرة في أكثر من مئة وعشرين بلدا؟!

البند الرابع: إظهار التعاون الحثيث و العلاقات السريّة الإيرانية-الإسرائيلية و الإيرانية- الأمريكية و هي حالات كثيرة و خطيرة و فضائحية لمن هو متابع للموضوع. البعض يقول في مثل هذا الموقف, هناك دول عربية كثيرة تقيم علاقات مع إسرائيل. نعم هذا الكلام صحيح, و هذه الدول تخفف علينا عبء تناولها, فكل شيء مكشوف و بالتالي لا تستطيع ادعّاء عكس ما هو ظاهر, أضف إلى هذا أنّ هذه الدول لم تدّع يوما أنها ضد أمريكا, فلذلك فالفضيحة تكون لمن يدّعي ذلك بالعلن و يقوم بالسر بعكسه.
العلاقة بين إسرائيل و إيران هي علاقة تفاعلية و تكاملية و ليست صدامية أو متناقضة, و نتحدى من يدّعي عكس ذلك أن يأت بدليل واحد على قوله, لن يجد سوى الكلام الفارغ و الشعارات.
و التركيز في هذا الجانب يجب أن يكون على عنصرين أساسيين هما:
- أولاً: التعاون السري الحثيث. و هو تعاون كبير و خطير جدا لا يقتصر على التعاون العسكري و التكنولوجي و الصناعي و لا ينحصر على بداية الثورة الإيرانية حيث باعت إسرائيل أطنانا من الأسلحة و المعدات لإيران ( هل يمكن أن تتصورا أن تبيع إسرائيل النظام المصري أسلحة!!, و لا نعرف من العميل هنا) بل يمتد على طول الفترة منذ ذلك الوقت و حتى اليوم.
- ثانياً: تماثل الأهداف. إذ يجب عرض الأهداف الإيرانية التي تريد تحقيقها في المنطقة و مقاربتها بشكل دائم بأهداف المشروع الصهيوني, كي يستطيع القارئ أو المتلقي الربط بشكل آلي و فوري, و سيكون هذا سهلا جدا عليه خاّصة أنّ أهداف المشروعين واحدة تقريبا, و بما أنّ الأحداث تتمحور حاليا حول العراق فلا بد من التركيز على تلاقي دور الصهاينة و الصفويين في تدمير العراق.

و لا بدّ أن نشير هنا و دائما إلى أنّ التهديدات و الأبواق و الطبول التي تقرع دائما و تروّج أنّ هناك حرب أمريكية على إيران هي أبواق موسمية, فعندما كانت إيران و أمريكا تنجحان في الإطاحة في أفغانستان و العراق لم نكن نسمع أي تهديدات, أمّا الآن فقد اختلفا على الحصّة و النسبة فإننا نسمع اليوم ما نسمع و الذي يبقى في إطار الكلام.

البند الخامس: التركيز على التناقضات الإيرانية في المواقف من مختلف الملفات الإقليمية و عرضها في إطار مشروعها. إيران ذات وجهين, فالمتابع لها ليعتقد أنّ هناك إيرانين وليس إيران واحدة, وذلك بطبيعة الحال لأنها تمتلك عدّة مستويات من الخطاب و لأنها تعتمد مشروعا سريا, لذلك فالمنافق لا بد و أن ترى تناقضا في خطاباته و أدائه بين الحين و الآخر. و لا يقتصر التناقض الذي كان موزعا بشكل متعمد بين ما يسمى إصلاحيين و بين المحافظين بل تعداه ليصبح تناقضا في داخل كل واحد منهم. نعطي مثالين على هذا:
1- اشتهر نجاد بتصريحه الشهير عن ضرورة إزالة إسرائيل عن الخارطة و تدميرها, ثمّ بعد ذلك أطلق تصريحه الشهير الآخر في 26-8-2006 بمناسبة افتتاح مصنع إنتاج الماء الثقيل في "آراك" قائلا بالحرف الواحد "إيران لا تشكّل خطرا على الغرب و لا حتى على إسرائيل".!! ثمّ أعاد الإيرانيون تطمين الغرب في 11 شباط 2007, فقال لاريجاني ما نصّه: "أن برنامج إيران النووي لا يمثل تهديدا لإسرائيل, وأن بلاده مستعدة لتسوية جميع الأمور العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال ثلاثة أسابيع.... و أن كل ما يرد بشأن رغبة إيران في تهديد إسرائيل هو كلام خاطىء".!!
2- يطالبون بانسحاب الولايات المتّحدة من العراق و في الوقت نفسه ساعدوها على احتلاله و احتلال أفغانستان!! و من المعروف أنّ إيران هي أول دولة في العالم اعترفت بمجلس الحكم المعين من قبل المحافظين الجدد, ثمّ كانت أول دولة في العالم تؤيد الانتخابات التي يديرها المحتل ثم أول دولة تعترف بالحكومة العراقية التي نشأت عن الانتخابات المزيّفة تحت ظل الاحتلال.
هذه التناقضات إن دلّت على شيء فهي تدل على أنّ تصريحات العداء لأمريكا و إسرائيل هي قنابل دخانية للمغفّلين من أبناء امتنا, و أنّ إيران تتبع المصالح و ليس المبادئ. إيران حرّة بطبيعة الحال في سياساتها و لكن ما نعترض عليه هو أن لا تتم المتاجرة بنا و نكون أوراقا في خدمة إيران.

البند السادس: تعريف و تبيان و كشف أدوات إيران و وسائل اختراقها للمنطقة من الناحية البشرية و المادية و المذهبية و الاجتماعية, و تحديد حلفاءها في البلدان العربية و تحديد طرق و أساليب التعامل معهم, من خلال إثارة نقاشات فكرية, علمية لنقل الصورة الحقيقية عن إيران و عن سلبية التبعية لها. فهناك تيارات و جماعات معينة في البلدان العربية تابعة دينيا للولي الفقيه الإيراني. و الخطر لا يكمن بمجرد أنهم تابعين للولي الفقيه الإيراني و لكن الخطر يكمن في أجندة الولي الفقيه و بالتالي فإن اصطدمت مصلحته بمصلحة البلدان العربية و الشعوب العربية فان الجماعات الموالية له مضطرة لتنفيذ أوامره بغض النظر عن النتائج. هذا و تقوم إيران بعمليات اختراق واسعة للشعوب العربية عبر وسائل منها إعلامية و منها دعائية و منها اقتصادية و منها مذهبية عبر التبشير المذهبي و الذي يؤدي إلى تغيير في الموازين و إثارة الحساسيات الطائفية و الاقتتال الداخلي في الدول العربية و هذا واضح جلي, في كل من لبنان, سوريا, الأردن, فلسطين, السودان, ...و غيرهم.

البند السابع: استخدام الوسائل و الأساليب و الأدوات المناسبة في مخاطبة الجمهور من العامة و الخاصة فيما يتعلق بالخطر الإيراني. فلكل فئة مستهدفة طريقة خاصة بالتفكير أو الاستجابة للخطاب الموجّه إليهم. فمنهم من يستجيب للمحاجّات العقلية و المنطقية, و منهم من يستجيب للمحاجّات الشرعية الدينية, و منهم للمحاجّات التاريخية, و منهم للوقائع و الأحداث و الصور البصرية, و عليه فلا يجوز استخدام أسلوب واحد جامد و خشبي في مخاطبة كل هؤلاء و كل هذه الفئات و كأنّها واحد موّحد.
فمن الأخطاء المتّبعة في هذا المجال على سبيل المثال, الحديث بشكل آلي عن الخطر الإيراني بأسلوب ديني و تاريخي, فترى البعض يمهّد للحديث عن الخطر الإيراني بمقدّمة تاريخية شرعيّة طويلة جدا, غير ذات فائدة كبيرة تدفع العديد من المتلقّين إلى النفور أو الملل أو عدم استيعاب الأحداث و ربطها.

البند الثامن: توظيف الأوضاع و التطورات و التعامل معها بشكل "ذكي" لكشف المشروع الإيراني و محاصرته و الضغط عليه. هناك نقص كبير في اعتماد هذا الإطار في مخاطبة الجمهور و مسألة "إعدام صدام" نموذج لهذا النقص. فبدلا من أن يتم الاستفادة من هذه الواقعة -التي حصّلت بالطريقة الطائفية الصفوية التي شاهدها العالم بأسره- بطريقة تؤدي إلى إلحاق أكبر ضرر ممكن بالمتعاطفين و المؤيدين للمشروع الإيراني-الصفوي من خلال التركيز على طريقة الإعدام و يوم الإعدام و الدول التي احتفلت بالإعدام و أولها إيران-إسرائيل و أمريكا, انشغل البعض في مناقشة ما إذا كان صدّام شهيدا أم لا, ظالما أم لا!! و بدلا من أن يتم توجيه زخم الواقعة المصوّرة باتّجاه موقف توحيدي من المشروع الإيراني و عملائه و المبايعين له, تحوّلت الواقعة في بعض الزوايا إلى عامل جدلي تفتيتي. ماذا يهمنا إذا كان شهيدا أم لا في هذه اللحظة الآنية بالذات!! ما يهمنا هو ضرب المشروع الإيراني. لذلك لا بدّ من "قبر" السذاجة التي يتّسم البعض بها في تناولهم و معالجتهم للأمور و خاصة و بصراحة كاملة "بعض الإسلاميين", و العمل على الاستفادة من الأحداث بأكبر قدر ممكن, لاسيما أنّ جزءا كبيرا من الفضائح و الضغوط التي يتعرّض لها المشروع الإيراني حاليا ليس مردّه محاججات هؤلاء الدينية أو الشرعية بقدر ما هي أخطاء المشروع الإيراني و تطورات الأحداث, و هذا ما يؤكد وجهة نظرنا في ضرورة استغلال مثل هذه الأحداث بدلا من تحويلها إلى جدل أفلاطوني غير ذي جدوى.

البند التاسع: اعتماد مبدأ المعاملة بالمثل و عدم الاكتفاء بموقف الدفاع. إذ أنّ السكوت عن التصرفات و السياسات الإيرانية يعطي انطباعا بالضعف المفرط, و لذلك فانّ خطوات مماثلة لتلك التي تتّخذها إيران تجاه العرب يساعد على إعطاء رسالة واضحة و سريعة. فعلى سبيل المثال منعت إيران مرّتين في العام 2005 و 2006 دخول بضائع عربية إليها و أعادتها و ذلك لأنها تحمل ختم " الخليج العربي", و من المعلوم كيف قامت الدنيا و لم تقعد في إيران حينما نشرت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" أطلسًا أخيرًا يرد فيه ذكر «الخليج العربي»، ما دفع طهران إلىحظر المطبوعة في إيران و مصادرة جميع النسخ التابعة لها، ومنع صحافييها وكوادرها من دخول إيران و تبني حملة إعلامية مكثّفة ضدّ المجلة لحملها على التراجع ترافق مع حملة أخرى لتأكيد فارسية الخليج معلنة أنّ تسميته بـ"الخليج العربي" إنما جاء بناءا على مؤامرة صهيونية!!. مثل هذه التدابير المضادة يمكن اتّخاذها من قبل الجماهير أو المؤسسات المدنية و الإعلامية حتى إذا لم توافق السلطات في البلدان العربية بذلك.
أمّا فيما يتعلّق بعدم الاكتفاء باتّخاذ موقف دفاعي, فيمكننا في هذه الحال تبني مطالب أهلنا في عربستان قوميا و دعم السنّة في إيران دينيا, و ذلك لإفهام إيران أنّها ليست محصّنة و أنّ ألاعيبها في اختراق شعوبنا و بلداننا ليست مسألة مجانية.
و في هذا الإطار, لا افهم لماذا لا يتم إثارة مسألة عربستان على الأقل في الإعلام العربي؟ إذا اعتبرت الأنظمة أنّ هذه المسألة تمثّل إحراجا لها مثلا, إلاّ أنّ هذا لا يجب أن يمنع الشعوب من إبقاء المسألة حيّة من خلال فتح قنوات اتصال مع الأحوازيين و نقل معاناتهم و مآسيهم و التعريف بقضيتهم و لو من باب إعلامي شانها شأن أي مسألة أو قضية في العالم. و في سياق متّصل يجب تبني استراتيجية إعلامية تذكّر بانّ جزرنا في الإمارات مازالت تحت الاحتلال الإيراني, لا نقول تصعيد الوضع ليصل إلى حرب بسبب الجزر, و لكن نقول إبقاء هذه المسألة في ذهن الناس من خلال التركيز إعلاميا عليها كلما كان ذلك مناسبا مع نقل حقيقة ما يتم فيها من سياسة "تفريس" و تغيير معالم و فرض لسياسة الأمر الواقع.

البند العاشر: التركيز دائما على المسؤولين المتفرسيين الموجودين عندنا و خاصة في العراق, و الكشف عن أصولهم و أسمائهم الحقيقية التي يعمدون دائما إلى إخفائها و استبدالها بأسماء عربية أصيلة و شهيرة كي يستطيعوا تحقيق أكبر اختراق ممكن, و الحرص على إحصاء عدد الزوّار الإيرانيين إلى البلدان العربية لنستطيع عبر ذلك معرفة نسبة الاستطيان التي تحصل تحت شعار زيارة المراقد و السياحة الدينية و الأماكن المقدّسة. إذ استطاع القوم عبر هذه الحجّة إدخال عدد كبير من المستوطنين الذين استقروا مع الوقت و عملوا على إنشاء بيئة شيعية مماثلة لتلك الموجودة في إيران في الدول العربية و اكبر مثال على ذلك موجود في سوريا, و الأردن و العراق.

البند الحادي عشر: إنشاء مركز أبحاث جامع هدفه دراسة و رصد السياسات السلبية الإيرانية تجاه المنطقة و تقديم الاقتراحات بشان سبل معالجتها أو مواجهتها, و الاهتمام برعاية باحثين و إعلاميين عرب و دفعهم لإتقان اللغة الفارسية و ذلك لما في هذه النقطة من أهمية لجهة تناول و نقل و تحليل و نقد و كشف الأخبار و الوثائق الإيرانية التي تكون باللغة الفارسية و التي يستعصي على عدد كبير من العرب فهمها أو ترجمتها.
و يكون لهذا المركز لجان دينية و أخرى سياسية, تقوم الأولى بدراسة كل ما يرد من إيران من كتب و مطبوعات تعود "للتشيع الصفوي" و مراجعتها و التدقيق بها للتأكد من خلوها مما يطعن بالدين الإسلامي و الصحابة تحت أي مسمى من المسميات و تسجيل لوائح بأسماء تلك المنشورات و الموجودة بكثرة في البلدان العربية و التي تدخل تحت عنوان "معرض للكتاب" , أو من خلال الحملات التبشيرية و المراكز الثقافية و السفارات الإيرانية في البلدان العربية, بالإضافة إلى رصد تحركات إيران في مجال التبشير المذهبي. فيما تقوم اللجان السياسية بمتابعة التطورات السياسية السلبية الإيرانية و رصد التدخلات في الشؤون الداخلية من الناحية السياسية و الاجتماعية و فيما يتعلق بأدوات الاختراق و أساليبه و تقديم تقرير شامل بشأنها برسم الرأي العام العربي و للمهتمين.

البند الثاني عشر: إنشاء لجان شعبية مشتركة من جميع الدول العربية للعمل بشكل جماعي, و إرسال رسائل إلى السفارات الإيرانية و المفوضيات الثقافية بشان ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية سواء الدينية أو السياسية و ذلك لكي لا يكون الأمر و كأنه رد فعل طائفي أو مصلحي معيّن, و لإظهار الثقل الجماعي في مواجهة المبادرات الفردية التي لا تؤدي الغرض المطلوب منها.
البند الثالث عشر: إنشاء لجان مهمتها متابعة هذه السياسة بشكل دائم و تقديم تقارير بشأنها و العمل على تطويرها تعديلها أو تغييرها متى ما اقتضت الحاجة إلى ذلك, أو إذا حصلت تغييرات أو تطورات على صعيد السياسة الإيرانية و أدواتها.