لا إِله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين - حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا - لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم - يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك - اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة

Wednesday, October 29, 2008

شاهد كيف فجر جيش المهدي الصفوي مئذنة جامع فتاح باشا في منطقة البياع

فلم يظهر فيه كيف قام افراد جيش المهدي الصفوي بتفجير مئذنة جامع فتاح باشا في البياع بعد ان علقوا حارس الجامع أعلى المئذنة، ويضاف هذا الفلم الى الافلام الاخرى التي توثق كل جرائم هؤلاء الصفويين التي اقترفوها بحق المسلمين وبحق بيوت الله

مغاوير داخلية الحكومة الصفوية يمثلون بجثة احد المسلمين السنة من سامراء


ضمن سلسلة الجرائم التي ترتكبها الحكومة الصفوية ضد اهل السنة في العراق ، تمت اضافه فلما مصورا يظهر فيه افراد مغاوير الداخلية وهم يقومون بالتمثيل بجثة احد المسلمين السنة .
وذكر مراسل المصدر في سامراء بأن افراد اللواء الثاني للفرقة الرابعة من مغاوير داخلية الحكومة الصفوية الذين ينتشرون في مدينة سامراء قاموا بقتل المسلم السني (علي خلف ) وهو من اهالي سامراء ، ثم مثلوا بجثته .
ثم قاموا بسحلها بعد ربطها باحدى سياراتهم حتى اوصلوها الى مدرسة يتخذونها مقرا لهم ، ثم قاموا بتعليقها بأحد الاعمدة بغية حرقها، الا انهم لم يحرقوها وذلك لقدوم قوات الاحتلال الامريكي الى المكان.
نشر الفلم على موقع وكالة حق بتاريخ : الجمعة 6/7/2007

لماذا كَفَّر الشيعة أهلَ بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وغدروا بهم؟


قتلة الحسين ينوحون عليه!!
طالب شافع 29/10/1429

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، ورضي الله عن آل بيته وأصحابه جميعًا.
أما بعد:
فإن المتابع للتاريخ الشيعي الرافضيِّ قديمًا وحديثا قد يلوح له اتهام الشيعة بانفصام الشخصية، لكن المسألة أعمق من ذلك؛ وهي تعود في الحقيقة إلى البذرة اليهودية في نشأة التشيع على يد ابن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام ليكيد للإسلام والمسلمين، واليهود لهم شهرة واسعة في التلوُّن بمئة لونٍ في وقت واحد بلا خجل، وكذلك خرجت الشيعة الرافضية الإمامية.
ومثال على ذلك: دَعَتِ الشيعةُ جدنا الحسين رضي الله عنه إلى الكوفة ووعدوه بنصرته والوقوف بجانبه، ثم غدروا به رضي الله عنه، فخذلوه وتخلُّوا عنه، بل وقاتلوه حتى قُتِل شهيدًا مظلومًا رضي الله عنه، وبعدما سالت دماؤه الطاهرة فوق الأرض، ورآها شيعة العراق الغادرون،ادّعوا حبّ الحسين رضي الله عنه؛ والتعصب له والحزن على مقتله، ونسبوا جريمة قتْلِه إلى إخوانه وأحبابه من أهل السنة والجماعة الذين نصحوه بعدم الذهاب إلى الشيعة بالعراق، وزاد القاتل في التبجُّح فأقام سرادقات العزاء كل عامٍ يلطم فيها وينوح على جدنا الذي قتلوه رضي الله عنه.
والعجيب أن بعض كتب الشيعة قد صورت هذه المشاهد وذكرتْ دعاء الحسين رضي الله عنه على شيعته العراقيين عندما رأى غدرهم، «ثم رفعَ الحسينُ عليه السلام يده وقال: اللهم إن متّعتَهم إلى حينٍ ففرِّقْهم فِرَقًا، واجعلهم طَرائق قدَدًا، ولا تُرْضِ الولاةَ عنهم أبدا، فإنهم دَعَوْنا لينصرونا، ثم عَدَوْا علينا فقتلونا»(1).
وتستمر الرواية الشيعية نفسها في تصوير مشاهد الجريمة، فلا تذكر أي عقوبةٍ لقاتل أهل بيت الحسين رضي الله عنه وخاصته، بل وحتى الحسين نفسه، لكنها ما إن تصل إلى تجريده رضي الله عنه من سراويله حتى تستبشع الرواية نفسها هذا الأمر، فكأن ضمير واضع الرواية قد استيقظ مؤخَّرًا، بعدما قُتِل الحسين رضي الله عنه، فقال مؤلف الرواية الشيعية نفسها: «فلما قُتل عمد أبجر بن كعب إليه فَسَلَبَه السراويل وتركه مجردا، فكانت يدا أبجر بن كعب بعد ذلك تيبسان في الصيف حتى كأنهما عودان، وتترطبان في الشتاء فتنضحان دما وقيحا إلى أن أهلكه الله».
استيقظ ضمير مؤلِّف الرواية الشيعية المذكورة أخيرًا، فاستبشع تجريد الجثة الحسينية رضي الله عنه، لكنه مضى قبل ذلك في تصوير مسرح الجريمة، دونما اهتمام أو توقُّف عند بشاعة الغدر بجدنا الحسين رضي الله عنه، ومقاتلته، وتصفية خاصته وأهله الواحد تلو الآخر وهو صابر، لكن هكذا كان الجسد الحسيني أهم من الروح الحسينية لدى واضع الرواية، فيتكلم عن مصير مَن جرّد الجسد ويتحاشى مصير مَن أزهق الروح.
وقد صورت فاطمة الصغرى رضي الله عنها هذا الغدر الشيعي الكوفيّ، عندما قالت لأهل الكوفة حسب رواية شيعية أخرى: «عن زيد بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: خطبت فاطمة الصغرى عليها السلام بعد أن ردت من كربلاء فقالت: ....أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل المكر والغدر والخيلاء، إِنَّا أهل بيتٍ ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا، .... أكرمنا الله بكرامته، وفضلنا بنبيه صلى الله عليه وآله على كثير من خلقه تفضيلا، فكذبتمونا، وكفرتمونا، ورأيتُم قتالنا حلالًا، وأموالنا نهبًا، كأَنَّا أولاد التُّرك أو كابل، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدِّم، قرَّتْ بذلك عيونُكم، وفرِحَت به قلوبُكم، اجتراءً منكم على الله، ومكرًا مكرتُم، والله خير الماكرين،.... تبا لكم، فانتظروا اللعنة والعذاب،.... ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين، ويلكم،... قست قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطُبع على أفئدتكم، وخُتم على سمعكم وبصركم، وسَوّل لكم الشيطان، وأَمْلى لكم، وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون. تبا لكم يا أهل الكوفة، كم تراث لرسول الله صلى الله عليه وآله قِبَلكم...، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب عليه السلام جدي، وبنيه عترة النبي الطيبين الأخيار، وافتخر بذلك مفتخر فقال: (نحن قَتَلْنَا عليًّا وبَنِي عَلِيٍّ بسيوفٍ هنديةٍ ورِماح، وسَبَيْنا نساءَهم سَبْي تُرْكٍ ونَطَحْنَاهُم فأَيّ نطاح).... حسدتمونا ويلا لكم على ما فضلنا الله»(2).
ثم تأتي بعد خطبة فاطمة الصغرى حسب الروايات الشيعية: خطبةٌ أخرى، وهي «خطبة زينب بنت علي بن أبي طالب بحضرة أهل الكوفة في ذلك اليوم تقريعًا لهم وتأنيبًا. عن حذيم بن شريك الأسدي قال: لما أتى عليُّ بن الحسين زين العابدين بالنسوة من كربلاء، وكان مريضًا، وإذا نساء أهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب، والرجال معهن يبكون. فقال زين العابدين عليه السلام -بصوت ضئيل وقد نهكته العلة-: إنَّ هؤلاء يبكونَ علينا فمَن قَتَلَنَا غيرهم؟ فأومت زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام إلى الناس بالسكوت... ثم قالت - بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله-: أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل(3) والغدر، والخذل، ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الزفرة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، تتخذون أيمانكم دَخَلًا بينكم، هل فيكم إلا الصلف(4) والعجب، والشنف(5) والكذب،.... ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أَنْ سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا فإنكم أحرى بالبكاء، فابكوا كثيرا، واضحكوا قليلا، فقد أُبليتم بعارها، ومُنيتم بشنارها(6) ولن تَرْحَضُوا أبدا(7) وأَنَّى تَرْحَضُونَ قَتْلَ سليلِ خاتمِ النبوةِ ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة؟.... ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم، وساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعسا تعسا، ونكسا نكسا! لقد خاب السعي، وتبت الأيدي... لقد جئتم بها شوهاء صلعاء عنقاء سوداء»(8).
وقد اعترف الشيعة المعاصرون بذلك أيضًا، وذكروه في كتبهم، ومثال ذلك: ما نقله صاحب كتاب «من قتل الحسين؟» عن الشيعي حسين الكوراني حيثُ قال في كتابه (في رحاب كربلاء) 60- 61: «أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين،بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدأوا يسارعون بالخروج إلىكربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيلالمواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن، مثلا نجد أن عمرو بن الحجاج الذي برزبالأمس في الكوفة وكأنه حامي حمى أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشًا لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع كل موقفه الظاهري هذا ليتهم الإمام الحسينبالخروج عن الدين، لنتأمل النص التالي: وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة». وقال حسين الكوراني أيضا: «ونجد موقفا آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبدالله بن حوزة التميمي يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام ويصيح: أفيكم حسين؟ وهذامن أهل الكوفة، وكان بالأمس من شيعة علي عليه السلام، ومن الممكن أن يكون من الذين كتبوا للإمام أو من جماعة شبثوغيره الذين كتبوا... ثم يقول: يا حسين أبشر بالنار».
ويقول صاحب الكتاب نفسه –«من قتل الحسين؟»-:«ويتساءل مرتضى مطهري: كيف خرج أهل الكوفة لقتال الحسين عليه السلام بالرغممن حبهم وعلاقتهم العاطفية به؟ ثم يجيب قائلا: (والجواب هو الرعب والخوف الذي كان قد هيمن على أهل الكوفة. عموما منذ زمنزياد ومعاوية والذي ازداد وتفاقم مع قدوم عبيد الله الذي قام على الفور بقتل ميثمالتمار ورشيد ومسلم وهانئ … هذا بالإضافة إلى تغلب عامل الطمع والحرص على الثروةوالمال وجاه الدنيا، كما كان الحال مع عمر بن سعد نفسه… وأما وجهاء القوم ورؤساؤهمفقد أرعبهم ابن زياد، وأغراهم بالمال منذ اليوم الأول الذي دخل فيه إلى الكوفة، حيثناداهم جميعا وقال لهم من كان منكم في صفوف المعارضة فإني قاطع عنه العطاء. نعموهذا عامر بن مجمع العبيدي أو مجمع بن عامر يقول: أما رؤساؤهم فقد أعظمت رشوتهموملئت غرائزهم).
ويقول الشيعي كاظم الإحسائي النجفي: (إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسينعليه السلام ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي ولا حجازي ولا هنديولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري ولا أفريقي بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا منقبائل شتى).
وقال المؤرخ الشيعي حسين بن أحمد البراقي النجفي: (قال القزويني: ومما نقم على أهلالكوفة أنهم طعنوا الحسن بن علي عليهما السلام، وقتلوا الحسين عليه السلام بعد أن استدعوه).
وقال جواد محدثي: (وقد أدت كل هذه الأسباب إلى أن يعاني منهم الإمام علي عليهالسلام الأَمَرَّين، وواجه الإمام الحسن عليه السلام منهم الغدر، وقتل بينهم مسلمبن عقيل مظلوماً، وقتل الحسين عطشاناً في كربلاء قرب الكوفة وعلى يدي جيشالكوفة).
ونقل شيوخ الشيعة أبو منصور الطبرسي وابن طاووس والأمين وغيرهم عن علي بن الحسن بنعلي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين رضي الله عنه وعن آبائه أنه قال موبخًا شيعته الذين خذلوا أباه وقتلوه قائلا: (أيها الناس نشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموهالعهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه، فتبًّا لما قدمتم لأنفسكم، وسوأةلرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله على آله وسلم إذ يقول لكم: (قتلتمعترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي)» انتهى.
وقد عرض أحد علماء الشيعة بالنجف وهو السيد حسين الموسوي في كتابه «لله ثم للتاريخ» عددا من هذه الروايات الشيعية في هذا المضمار (والتي سبق بعضها) ثم قال: «نستفيد من هذه النصوص وقد -أعرضنا عن كثير غيرها- ما يأتي:
1- ملل وضجر أمير المؤمنين وذريته من شيعتهم أهل الكوفة لغدرهم ومكرهم وتخاذلهم.
2- تخاذل أهل الكوفة وغدرهم تسبب في سفك دماء أهل البيت واستباحة حرماتهم.
3- إن أهل البيت عليهم السلام يحملون شيعتهم مسؤولية مقتل الحسين - عليه السلام - ومن معه وقد اعترف أحدهم برده على فاطمة الصغرى بأنهم هم الذين قتلوا عليًّا وبنيه وسبوا نساءهم كما قدمنا لك.
4- إن أهل البيت عليهم السلام دعوا على شيعتهم ووصفوهم بأنهم طواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونَبَذَة الكتاب، ثم زادوا على تلك بقولهم: ألا لعنة الله على الظالمين ولهذا جاؤوا إلى أبي عبد الله - عليه السلام -، فقالوا له: (إنا قد نبزنا نبزاً أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا، واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: الرافضة؟ قالوا: نعم، فقال: لا والله ما هم سموكم .. ولكن الله سماكم به) (الكافي 5/34).
فبين أبو عبد الله أن الله سماهم (الرافضة) وليس أهل السنة.
لقد قرأت هذه النصوص مرارًا، وفكرت فيها كثيرًا، ونقلتها في ملف خاص وسهرتُ الليالي ذوات العدد أنعم النظر فيها -وفي غيرها الذي بلغ أضعاف أضعاف ما نقلته لك- فلم أنتبه لنفسي إلا وأنا أقول بصوت مرتفع: كان الله في عونكم يا أهل البيت على ما لقيتم من شيعتكم.
نحن نعلم جميعًا ما لاقاه أنبياء الله ورسله عليهم السلام من أذى أقوامهم، وما لاقاه نبينا صلى الله عليه وآله، ولكني عجبت من اثنين، من موسى - عليه السلام - وصبره على بني إسرائيل، إذ نلاحظ أن القرآن الكريم تحدث عن موسى - عليه السلام - أكثر من غيره، وبين صبره على أكثر أذى بني إسرائيل ومراوغاتهم وحبائلهم ودسائسهم.
كما أعجب من أهل البيت سلام الله عليهم على كثرة ما لقوه من أذى من أهل الكوفة وعلى عظيم صبرهم على أهل الكوفة مركز الشيعة، على خيانتهم لهم وغدرهم بهم وقتلهم لهم وسلبهم أموالهم، وصبر أهل البيت على هذا كله، ومع هذا نلقي باللائمة على أهل السنة ونحملهم المسؤولية!.
وعندما نقرأ في كتبنا المعتبرة نجد فيها عجبًا عجابًا، قد لا يصدق أحدنا إذا قلنا: إن كتبنا معاشر الشيعة تطعن بأهل البيت عليهم السلام وتطعن بالنبي صلى الله عليه وآله» انتهى.
وهذه الروايات الشيعية السابقة لها أشباه وأمثلة أخرى في كتب الشيعة، وهي توافق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة في قضية مقتل الحسين، حيثُ يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: «وأما الشيعة فهم دائما مغلوبون مقهورون منهزمون وحبهم للدنيا وحرصهم عليها ظاهر، ولهذا كاتبوا الحسين رضي الله عنه فلما أرسل إليهم ابن عمه ثم قَدِمَ بنفسه غدروا به، وباعوا الآخرة بالدنيا، وأَسْلَمُوه إلى عدوه، وقاتلوه مع عدوه، فأي زهد عند هؤلاء وأي جهاد عندهم؟ وقد ذاق منهم على بن أبي طالب رضي الله عنه من الكاسات المرة ما لا يعلمه إلا الله، حتى دعا عليهم فقال: اللهم قد سئمتهم وسئموني فأَبْدِلْني بهم خيرًا منهم وأبدلهم بي شرًّا مني.
وقد كانوا يغشونه ويكاتبون من يحاربه ويخونونه في الولايات والأموال... فأولئك خيار الشيعة وهم من شر الناس معاملة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وابنيه سبطي رسول الله صلى الله عليه و سلم وريحانتيه في الدنيا الحسن والحسين، وأعظم الناس قبولا للوم اللائم في الحق، وأسرع الناس إلى فتنة، وأعجزهم عنها، يغرون من يُظْهِرُونَ نصره من أهل البيت حتى إذا اطمأن إليهم ولامهم عليه اللائم خذلوه وأسلموه وآثروا عليه الدنيا، ولهذا أشار عقلاء المسلمين ونصحاؤهم على الحسين أن لا يذهب إليهم مثل عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وغيرهم؛ لعلمهم بأنهم يخذلونه ولا ينصرونه، ولا يوفون له بما كتبوا له إليه، وكان الأمر كما رأى هؤلاء، ونفذ فيهم دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم دعاء علي بن أبي طالب، حتى سلط الله عليهم الحجاج بن يوسف فكان لا يقبل مِن محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم ودب شرهم إلى مَن لم يكن منهم حتى عم الشر»(9).
لكن على عادة الغادرين ذرف هؤلاء الشيعة القتلة دموع التماسيح على الروح التي أزهقوها، والجسد الطاهر الذي أَرْدَوْهُ قتيلًا، فلما رآهم زين العابدين قال لهم –حسب الرواية الشيعية السابقة قريبًا-: «إنَّ هؤلاء يبكونَ علينا فمَن قَتَلَنَا غيرهم؟!».
والحقيقة فإِنَّ هذه الصفاقة مِن القتلة تحتاج إلى شيءٍ مِن إعادة النظر؛ لأنهم ما زالوا يبكون حتى أيامنا هذه، ويتخذون من البكاء والندب واللطم حيلة لترويج دعاواهم الفارغة في حب آل البيت الذين قتلوهم.
نعم؛ قتلوهم، واعترفوا بالقتل وافتخروا به، كما مضى في كلام ذلك الشيعي الذي ردَّ على فاطمة الصغرى رحمها الله، وجاء أتباعهم فكتبوا هذا الافتخار وهذا الإقرار بالجريمة، ثم تغزلوا في الوقت نفسه بآل البيت، وذرفوا دموع التماسيح على عتباتهم!.
نعم؛ قتلوا واعترفوا وافتخروا ودوَّنوا ذلك كله، ثم نصبوا سرادقات العزاء، كما يقول المثَل الشعبي الشهير: «قتلوا القتيل ومشوا في جنازته!».
وهذا الدجل والخداع لا يمكن أن ينتج عن انفصام شخصيةٍ أو تناقض كما قد يتصور البعض، وإنما هو الكيد والعداء القديم للإسلام والمسلمين، منذ تشيعت الشيعة على يد ابن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام، ثم ما لبث أن ظهر عداؤه الشديد للإسلام والمسلمين، وهكذا الشيعة دائمًا أبدًا يقولون ما لا يفعلون، وينشرون ما يعملون بعكسه، فقتلوا الحسين لكنهم بكوه أمام الناس ولا زال عويلهم وندبهم مستمرًّا؛ إِذْ لا زالت الحادثة الحسينية تحتفظ بنضارتها وقوتها على جلب المصالح للشيعة، لكنها إذا فقدت بريقها ولمعانها كعنصر جذب ومصلحة للشيعة فستتخلى الشيعة حينئذٍ عنها وعن العويل واللطم والندب.
لا تستغرب أيها القارئ، فالشيعة تحركها المصلحة العليا للشيعة، والتي على رأسها وفي مقدمتها العداء العميق للإسلام والمسلمين، وعندما كان مِن المصلحة الشيعية الإيمان بنظرية الانتظار بعد الغيبة المهدوية، آمنت الشيعة بنظرية الانتظار، وعزلتْ نفسها عن أي عملٍ بناء على عقيدتها في غيبة الإمام، وأنه لا يأخذ غيرُهُ موقعَهُ، ولا تكون حكومة ولها أعمال في ظل هذه الغيبة المهدوية، لكنها غيرتْ عقيدتها عندما تغيرت الظروف ورأتْ مصلحتها في جهةٍ أخرى، واخترعت الشيعة نظرية «ولاية الفقيه»، وأعطته صلاحيات الإمام الغائب، ولهذا قصة أخرى ربما نأتي عليها يومًا إن أراد الله عز وجل.
والمقصود بيانه أن الشيعة لها في كل لحظة لون يخص لحظتها، حسبما تمليه عليها المصلحة العليا للعداء العميق للإسلام والمسلمين منذ بذر بذرتها ابن سبأ، وجلب عقيدته اليهودية إلى صفوف المتشيعة.
فالشيعة ليست منفصمة الشخصية، وإنما تتلون بحسب مصلحتها ومنافعها وما تمليه شهواتها، فتبيح المتعة حتى وإنْ حرَّمها آلُ البيت الذين يتشدق الشيعة بحبِّهم واتباعهم، وتبيح الشيعة اللطم والنياحة حتى وإنْ روتْ هي نفسها في كتبها الأحاديث المانعة لهذا الفعل كما في الحديث الذي ذكره المجلسي وغيره من أئمتهم في كتبهم: «النياحة عمل الجاهلية».
كذلك ترى أن الله ما غضب على بني إسرائيل إلا وأسكنهم مصر، وأنها تورث الدياثة، ومع ذلك يتوددون ويجتهدون في نشر المذهب الشيعي في مصر.
فالمهم لدى الشيعة هو ما تمليه عليهم مصالحهم ومنافعهم وشهواتهم، ثم تأتي التقية والنفاق والكذب والدجل بعد ذلك لخديعة الآخرين.
وقد توسع الشيعة في الدجل بشكل فجٍّ قبيحٍ جدًّا يخرج عن حدود العقل، بل ربما ذكروا الشيء وعكسه في وقت واحد ولا يرون في ذلك أي غضاضة؛ وكمثال على هذا بخصوص قضية «مقتل الحسين رضي الله عنه» التي نحن بصددها: فقد ذكر إمامهم الشيعي محسن الأمين في كتابه (أعيان الشيعة)(10) العنوان الآتي: «البحث الثالث في الإشارة إلى بعض ما وقع على أهل البيت وشيعتهم من الظلم والاضطهاد في الدول الإسلامية»، حيث حشر فيه الشيعة مع آل البيت فيما وقع عليهم مِن الظلم، وبدأ هذا البحث بقوله: «قال السيد علي خان في كتاب الدرجات الرفيعة في طبقات الإمامية من الشيعة: روي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام أنه قال لبعض أصحابه: يا فلان،.... بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفًا، غدروا به، وخرجوا عليه -وبيعته في أعناقهم- فقتلوه»أهـ. فبينما إمام الشيعة يتصدى للرواية في تعرض آل البيت وشيعتهم للظلم إذا بنصِّه الأول في بحثه هذا، وبالرواية الشيعية نفسها تؤكد غدر العراقيين –وهي معقل الشيعة آنذاك- بالحسين رضي الله عنه، وقتلهم له. ولا تبحث عن الرابط بين دفاعه وسياقه الرواية في تعرض الشيعة للظلم، وبين اعتراف الرواية نفسها بظلم معقل الشيعة وغدرهم بالحسين رضي الله عنه؛ لأنك ستجد عشرات بل مئات الأجوبة لدى «الحاوي»، الذي يفسر بقرة بني إسرائيل الواردة في سورة البقرة بأنها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفات «الحاوي الأحمق» أن بني إسرائيل قد ماتوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بزمن طويل؛ لكن هكذا يكون الكذب والدجل مكشوفًا إذا صدر مِن أحمقٍ. ولله في خَلْقِه شؤون وهو الشافي. وللحديث بقية.

Friday, October 24, 2008

القنبلة النووية وعقدة النقص عند ايران













القنبلة النووية وعقدة النقص عند الشعوبية

-: صباح الموسوي

خطوة إلى الأمام خطوتين إلى الوراء أسلوب مخادع يستخدمه نظام طهران في مفاوضاته الجارية مع المنسق الأعلى لسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي والدول الخمس زائد واحد.
معتبرا هذه الأسلوب أفضل طريقة لكسب الوقت لبلوغ المرحلة النهائية من تخصيب اليورانيم الذي سوف يمكنه من إنتاج
افتك سلاح عرفته البشرية لحد الآن وهو السلاح النووي . هذا السلاح الذي أصبح الحصول عليه هدف النظام الإيراني الرئيسي و وسيلته النهائية لتحقيق غايته وهي حلم إعادة الإمبراطورية الفارسية

وان كانت تحت عناوين ومسميات جديدة.

حيث أن هذه الغاية منذ عدة قرون وهي تراود مخيلة الشعوبيين والصفويين الحالمين بعودة تلك الإمبراطورية التي كانت قد انتهت علي يد المسلمين في معركة القادسية الأولى و أصبحت منذ ذلك الحين في خبر كان.
ولكن على الرغم من مساعي الحشاشين و البويهين و البرامكة والصفويين ومن خلفهم من أصحاب الحركات الهدامة و جميع الأنظمة التي تعاقبت على الحكم في بلاد فارس, فأن إعادة الإمبراطورية الفارسية بقي حلم مستحيل التحقيق وذلك لأسباب عددية من أهمها وعي الأمة الإسلامية وقوتها في مواجهة تلك الحركات والأنظمة وإفشال مخططاتها . إلا أن تغير الأوضاع السياسية في العالم والمنطقة و ما آلت إليه أحوال الأمة العربية والإسلامية من تشرذم وضعف, دفع حكام إيران لإعادة المحاولة من جديد في العمل من اجل تحقيق ما كان يسعى له أسلافهم لفرض الهيمنة الإيرانية على المنطقة و ذلك اعتمادا على تغيير المعادلات السياسية و ما تحقق لهم من نفوذ في الوطن العربي عن طريق بعض الأنظمة والحركات الطائفية والجماعات المرتزقة التي تلبست بلباس القومية العربية و الإسلام و رفعت يافطة النضال من اجل تحرير فلسطين ولكنها مع الأسف تحت غطاء هذا الشعار أصبحت مطية للنظام الإيراني وقدمت له أكثر مما قدمت لقضية فلسطين. و في ظل هذه المتغيرات وجد النظام الإيراني أن أفضل سلاحين يمكن أن يساعدانه على تحقيق فرض الهيمنة الإيرانية على المنطقة , الحلم الذي يعد تحقيقه الوسيلة الوحيدة للتخلص من "عقدة النقص" التي أصابت الشعوبيين بعد سقوط إمبراطوريتهم الكسروية , هما الفتنة الطائفية والقوة النووية .لقد كان العرب أهون الشعوب عند الفرس ولم يدر في خلدهم أن تكون نهاية إمبراطوريتهم يوما ما على يد هؤلاء العرب ( أكلة الضب و السحالف ) حسب تعبير شاعر الحركة الشعوبية ولسان حالها " الفردوسي" صاحب كتاب الشاهنامة الذي يوم موته في القرن الثالث رفض علماء الإسلام في مدينة طوس دفنه في مقابر المسلمين لشدة عداوته للإسلام الأمر دفع الحركة الشعوبية إلى دفنه خلسة في مزرعته الواقعة على بعد أميال من المدينة . وعلى الرغم من مجاهرة الفردوسي بعدائه للعروبة والإسلام إلا أن نظام طهران الشعوبي ,الذي لا يقل حقدا على العرب من الفردوسي, عمل على إحياء ذكرى هذا الشاعر السباب و قد أوعز مراجع الحوزة الدينية , الذين يفترض بهم إن يكونوا بعيدين كل البعد عن إثارة النعرات العنصرية والطائفية والعمل على نشر ثقافة الإسلام السمحاء التي تنبذ العصبية العرقية والتنابز بالألقاب , أوعزوا إلى "مؤسسة نور" التابعة للمكتب الإعلامي لحوزتهم المسماة بالعلمية قبل عامين بطبع كتاب الشاهنامة على قرص ليزري (سي دي ) مدته ساعتين يضم ترجمة باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية مع نبذة تاريخية عن حياة الفردوسي وصور من قبره المشيد في مدينة مشهد في إقليم خراسان و القيام بتوزيع هذا الكتاب بالمجان عبر المراكز الثقافية والسفارات الإيرانية في الخارج . و قد درج ملالي النظام الإيراني عن أن تكون اكبر الاحتفالات التي تقام سنويا لأحياء ذكرى الفردوسي أن تجرى في إقليم الأحواز العربي. كما اخذ المركز الثقافي الإيراني في سوريا في السنوات الأخيرة إقامة احتفالية ذكرى الفردوسي في مدن دمشق وحلب و الرقة واللاذقية السورية. وقد جرت مثل هذه الاحتفالات في مدن بيروت وصيدا وبعلبك في لبنان أيضا . وذلك في خطوة اقل ما يمكن وصفها بأنها تحديا صارخا لمشاعر العرب والمسلمين الذين لم يترك الفردوسي سبة أو مثلبة إلا ولصقها بهم . لقد عرف عن الحركة الشعوبية معاداتها للإسلام والمجاهرة بهذا العداء أكثر من معاداتها لأي دين أو أمة أخرى و قد اعتقد العرب أن هذا العداء قد انتهى بمجيء الثورة التي أطاحت برمز الشعوبية " النظام البهلوي " الذي كان يعد حامل الإرث الكسروي والمؤمل عليه في إعادة حلم الإمبراطورية الفارسية وكان هذا النظام قد عمل بجد وإخلاص لتحقيق هذا الحلم وسعى جاهدا لبناء أقوى جيش في المنطقة حتى عد حينها رابع جيش في العالم . وقد شرع أيضا في بناء المشروع النووية لكي يدعم هذا الجيش بسلاح لا يقهر . إلا أن الشعوبية وجدت أن السلاح النووي وحده لا يمكن أن يحقق غايتهم .فالحركة الصهيونية وعلى الرغم من امتلاكها لأكبر ترسانة نووية في الشرق الأوسط إلا أنها وقفت عاجزة عن تحقيق حلمها التاريخي في بناء دولة " إسرائيل الكبرى " الممتدة من النيل إلى الفرات . بل أنها أصبحت عاجزة حتى عن حماية كيانها الهزيل المقام على عشرات الكيلومترات من الأراضي العربية في فلسطين وأصبح حلمها التاريخي مداس تحت أقدام الفدائيين والمناضلين الفلسطينيين والغيارى من أبناء الأمة العربية المسلمة . لذلك فقد رأت الحركة الشعوبية ضرورة إيجاد سلاح آخر يسبق السلاح النووي الذي أصبح استخدامه شبه محال في هذا الزمان . وقد أدركت أن الشاه لا يقوى على صنع و استخدام هذا السلاح الذي تريده فهذا سلاح يكتب في السراديب المظلة و يلقى بالسنة اعتادت أن تعطيك من طرفها حلاوة و تروغ منك كما يروغ الثعلب . ومن اقدر على صنع هذا السلاح ( الطائفية ) الهدام الخالي من الخلق الإنسانية والقيم الدينية سوى ملالي الحوزة فهم مهندسو الطائفية البغضاء و أساتذتها المهرة .

لقد قررت الحركة الشعوبية استخدام الفتنة الطائفية مثلما سبق و استخدمتها في العصور الإسلامية الأولى

وتمكنت من خلق طوائف و فرق متقاتلة بهدف هدم الدولة الإسلامية وإقامة الإمبراطورية الكسروية. وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد حيث دفعت الحركة الشعوبية بنظام ملالي طهران بتكميل المشروع النووي الذي كان بدأه النظام البهلوي من اجل الوصل إلى امتلاك القنبلة النووية لتكون رديفا يدعم الحرب الطائفية التي أشعل نيرانها قبل ثلاثين عام مضت في حربه مع العراق و أوصل شرارتها إلى لبنان والتي يعمل على أن تتسع رقعتها لتحرق بلدان عربية أخرى حتى يستطيع فرض هيمنته على المنطقة ويتخلص بعد ذلك من " عقدة النقص " التي لازمت الشعوبيين بعد الإطاحة بإمبراطوريتهم الكسروية على يد العرب المسلمين . و لكن لا نجد هنا إلا أن نذكرهم بقول الله تعالى : و يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

صباح الموسوي رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي

Wednesday, October 8, 2008

تاريخ ومخططات الشيعة في مصر



علي صلاح

مفكرة الإسلام 10-7-1429هـ / 13-7-2008م




كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مخططات لنشر التشيع في مصر بشكل واسع؛ وذلك إثر الغزو الأمريكي للعراق وهجرة عدد كبير من العراقيين إلى الخارج وتوجه البعض منهم إلى القاهرة، حيث تركز غالبيتهم في مدينة 6 أكتوبر حتى قيل: إنها أصبحت مستعمرة للشيعة العراقيين"، وأنهم بصدد بناء حسينيات فيها، وتواردت أنباء حول أنشطة "تبشيرية" لهم وسط المواطنين المصريين السنة، وأكد ذلك محاولات إيران لتحسين العلاقات مع مصر عن طريق تصريحات لبعض مسئوليها وإقامة عدد من المشروعات الصناعية، ثم جاءت التحذيرات التي أطلقها عدد من المسئولين السياسيين والدينيين في مصر بشأن محاولات اختراق البلاد عن طريق نشر التشيع لتثير المزيد من الهواجس حول الموضوع.




تاريخ التشيع في مصر:




دخل التشيع إلى مصر عن طريق الدولة الفاطمية العبيدية، وهم من الشيعة الإسماعيلية، وحكموا مصر من سنة 358هـ (969م) إلى سنة 567هـ (1171م)، وينتسب العبيديون إلى عبد الله بن ميمون القداح بن ديصان البوني من الأهواز، وهو مجوسي ومن أشهر الدعاة السريين الباطنيين، ومن دعوته هذه صيغت دعوة القرامطة.
ومن أبرز حكام الدولة العبيدية: الحاكم بأمر الله الذي ادّعى الألوهية، ومن أهم معتقداتهم التناسخ والحلول، ويزعمون أن روح القدس انتقلت من آدم إلى علي بن أبي طالب، ثم انتقلت روح علي إلى الحاكم بأمر الله.
وكان آخر حكامهم في مصر العاضد، وقد تمكن صلاح الدين الأيوبي من القضاء على دولتهم، وبالرغم مما مارسه هؤلاء العبيديون من البطش والدعوة السرية لنشر مذهبهم الشيعي الإسماعيلي، إلا أنه ظل مذهبًا غريبًا دخيلاً، وظلت مصر سنيّة




عوامل يسعى الشيعة لاستغلالها لنشر دعوتهم:




1- وجود بعض المقامات والأضرحة المنسوبة لآل البيت في مصر كالحسين والسيدة زينب ونفيسة ورقية، ونتيجة لانتشار الجهل يتوجه كثير من المصريين نحوها، وقد استغل الشيعة حبّ المصريين لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم حيث أظهروا أنفسهم بمظهر المدافع عن آل البيت، كما استغلوا انتشار الطرق الصوفية وإفساح الحكومات المختلفة لهم المجال للعمل وقاموا باختراقها لنشر أفكارهم؛ نظرًا لتقارب المعتقدات والأفكار بينهم.
2- إنشاء ما سمي بدار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تأسست سنة 1947م، وقد أسهم في تأسيسها عدد من شيوخ الأزهر مثل محمود شلتوت وعبد المجيد سليم ومصطفى عبد الرازق، وغيرهم. وعدد من علماء الشيعة مثل محمد تقي القمي وعبد الحسين شرف الدين ومحمد حسن بروجردي، وقد تحولت هذه الدار إلى مركز لنشر الفكر الشيعي.
3- الطلاب الشيعة العرب في مصر، حيث كانوا يعملون على نشر فكرهم في صفوف المصريين، وقد أشار الكاتب المصري الشيعي صالح الورداني إلى ذلك بقوله: "بعد خروجي من المعتقل في منتصف الثمانينات احتككت بكمّ من الشباب العراقي المقيم في مصر من المعارضة وغيرهم، وكذلك الشباب البحريني الذين كانوا يدرسون في مصر، فبدأت التعرف على فكر الشيعة وأطروحة التشيع من خلال مراجع وكتب هم وفّروها لي ومن خلال الإجابة على كثير من تساؤلاتي وقد دارت بيننا نقاشات كثيرة".
4- علاقات النسب التي كانت تربط الأسرتين المالكتين في إيران ومصر قبل الثورة، فشاه إيران محمد رضا بهلوي كان متزوجًا من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، كما أن الرئيس المصري أنور السادات كانت علاقته وطيدة بشاه إيران؛ الأمر الذي أدى إلى إنشاء بعض الجمعيات والهيئات الشيعية، مثل جمعية آل البيت التي تأسست سنة 1973م أثناء عهد السادات، إضافة إلى السماح لطوائف أخرى بالعمل كالبهرة.
5- معرض القاهرة للكتاب، حيث يتم من خلاله نشر الكثير من الكتب الشيعية، خاصة تلك التي تحضرها دور النشر اللبنانية، ومن أهم الكتب التي كان يتم تداولها: المراجعات لعبد الحسين شرف الدين، وأهل الشيعة وأصولها لمحمد حسين كاشف الغطاء، والبيان في تفسير القرآن للخوئي، والميزان في تفسير القرآن للطبطبائي.
6- صدور عدد من الصحف باللغة الفارسية في القاهرة والإسكندرية في أواخر القرن التاسع عشر، بلغ عددها خمس صحف هي حكمت، ثريا، برورش، جهره نما وكمال.
7- بعد الغزو العراقي للكويت والقطيعة مع العراق قدمت إيران نفسها للدول العربية ولمصر على أنها الدولة الصديقة وسعت لتحسين العلاقات معهم، وازدادت هذه المساعي بعد الغزو الأمريكي للعراق.




الهيئات الشيعية التي تم تأسيسها في مصر



1- المجلس الأعلى لرعاية آل البيت، يرأسه محمد الدريني، ويصدر صحيفة (صوت آل البيت)، ويطالب بتحويل الأزهر إلى جامعة شيعية.
2- المجلس العالمي لرعاية آل البيت.
3- جمعية آل البيت وتأسست سنة 1973، وكانت تعتبر مركز الشيعة في مصر، وكان للجمعية مقر في شارع الجلاء في القاهرة، وكانت تمول من إيران، ومن شيعة مصر من أموال الخمس، وكان يتبع الجمعية فروع في أنحاء كثيرة من قرى مصر تسمى حسينيات، وكان هدفها نشر الفكر الشيعي. وقد أغلقها السادات بعد ثورة الخميني في طهران.




أهم الشخصيات المتشيعة في مصر:




1- صالح الورداني: كاتب وصحفي مصري، ولد في القاهرة سنة 1952، واعتنق التشيع سنة 1981، وقد أصدر أكثر من 20 كتابًا منها:
الحركة الإسلامية في مصر، الواقع والتحديات، مذكرات معتقل سياسي، الشيعة في مصر، الكلمة والسيف، مصر وإيران، فقهاء النفط، راية الإسلام أم راية آل سعود، إسلام السنة أم إسلام الشيعة، موسوعة آل البيت (7 أجزاء)، تثبيت الإمامة، زواج المتعة حلال عند أهل السنة، رحلتي من السنة إلى الشيعة، الإمام علي سيف الله المسلول.
أسس (دار البداية) سنة 1986م، وهي أول دار نشر شيعية في مصر، وبعد إغلاقها أسس سنة 1989م دار الهدف.
2- محمد الدريني: نسبة إلى درين في مدينة المنصورة بمصر، من مواليد قرية سيلا بمحافظة الفيوم بصعيد مصر درس مدة في الأزهر ويواصل دراسته الآن في إحدى الحوزات العلمية، يرأس إدارة المجلس الأعلى لرعاية آل البيت بمصر منذ تأسيسه، كما يرأس تحرير جريدة صوت أهل البيت التي تصدر أسبوعيًّا.
3- حسن شحاتة: صوفي أزهري من مواليد سنة 1946 بمحافظة الشرقية، عمل إمامًا لمسجد الرحمن في منطقة كوبري الجامعة، اعتقل سنة 1996 في قضية التنظيم الشيعي وأفرج عنه بعد ثلاثة شهور، كان نشيطًا في استغلال خطبة الجمعة لترويج الفكر الشيعي، وقد ظهر في التليفزيون الرسمي لفترة قبل معرفة توجهه.
4- أحمد راسم النفيس: من مواليد سنة 1952 في مدينة المنصورة، يعمل أستاذًا مساعدًا لكلية الطب في جامعة المنصورة، وله مقال أسبوعي في صحيفة القاهرة التي تصدرها وزارة الثقافة، دأب فيه وفي غيره على مهاجمة الجماعات الإسلامية السنّية والمذهب السني.
انفصل سنة 1985 عن جماعة الإخوان المسلمين، واتجه نحو التشيع بعد ذلك، كان أحد الذين قبض عليهم في أحداث سنة 1996. ألف كتبًا عن الفكر الشيعي هي "الطريف إلى آل البيت" و "أول الطريق، و "على خطى الحسين"، اعتقل في حملة سنة 1987
5- محمد يوسف إبراهيم: وكان قد ألقي عليه القبض سنة 2002 بتهمة زعامة تنظيم شيعي في محافظة الشرقية.
وهناك عدد من العلمانيين يظهرون تعاطفهم مع الشيعة في الآونة الأخيرة بحجة حرية الاعتقاد وكرهًا في الجماعات الإسلامية السنية ونفوذها الكبير في الأوساط الشيعية، ولما يظهره هؤلاء الشيعة من انفتاح في كثير من القضايا الفقهية بما يتناسب مع توجههم العلماني، وقد ظهر ذلك جليًّا في موقف صحيفة الدستور المستقلة التي يرأس تحريرها الصحفي إبراهيم عيسى، وعند إنتاج مسلسل عن عمرو بن العاص رضي الله عنه من خلال التليفزيون المصري والآراء التي علقت على أحداث المسلسل مهاجمة لشخصية عمرو بن العاص.



تاريخ المواجهة بين النظام والتنظيمات الشيعية:



في سنة 1979 بعد قيام ثورة الخميني في طهران، اتخذ السادات منها موقفًا معارضًا، وقام بحل جمعية أهل البيت ومصادرة ممتلكاتها، وأصدر شيخ الأزهر عبد الرحمن بيصار فتوى تبطل الفتوى التي أصدرها شيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت بجواز التعبد بالمذهب الجعفري.
وفي عام 1987 تم القبض على تنظيم يضم العشرات من المتشيعين، واتهم بمحاولة اختراق أسر وعائلات كاملة في وسط الدلتا، وبصفة خاصة محافظة الشرقية، وقد تبين للسلطات الأمنية أن الشيعة، وخاصة الحركيين منهم كانوا على علاقة بالمؤسسة الدينية في طهران، وحصلوا على تمويل لإدارة نشاطاتهم في مصر، ورصدت السلطات وجود التمويل حيث عثرت على ما يفيد حصول أعضاء التنظيم على مائة ألف جنيه.
وفي سنة 1988، تم القبض على 4 عراقيين من المقيمين في مصر واثنين من الكويتيين، وثلاثة طلاب من البحرين، ولبنانيين، وفلسطيني، وباكستاني، وتم إغلاق دار النشر المصرية الشيعية (البداية)، ووجهت إليها تهمة تمويل من إيران، وكذلك دار النشر الشيعية اللبنانية (البلاغة).
وفي نفس العام تم ترحيل القائم بالأعمال الإيراني محمود مهدي بتهمة التجسس والاتصال مع شخصيات شيعية مصرية والترويج للفكر الشيعي، أما في سنة 1989، فقد تم القبض على تنظيم من 52 فردًا، بينهم 4 خليجيين وإيراني.
وفي سنة 1996، تم الكشف عن تنظيم يضم 55 عضوًا في 5 محافظات، وضم أغلب المتهمين في القضايا السابقة، وقد أشارت المعلومات الواردة بخصوص هذا التنظيم إلى أن المؤسسات الدينية الإيرانية التي يقف وراءها المرشد الإيراني علي خامنئي هي التي رسمت خطة لاختراق مصر من خلال الحسينيات الشيعية.
وفيما يتعلق بأعضاء هذا التنظيم الـ 55، فقد سعوا إلى مد نشاطهم في خمس محافظات مصرية، وسعوا إلى تكوين خلايا شيعية سرية تحت اسم "الحسينيات" جمعها مستوى قيادي باسم "المجلس الشيعي الأعلى لقيادة الحركة الشيعية في مصر".
وفي نوفمبر سنة 2002م تم القبض على تنظيم بزعامة محمد يوسف إبراهيم، ويعمل مدرسًا في محافظة الشرقية، ويحيى يوسف، إضافة إلى صاحب مطبعة، اتهموا بالترويج لتنظيم شيعي يسعى لقلب نظام الحكم وكان ذلك بقرية "المنى صافور" التابعة لمركز ديرب نجم وقد تم الإفراج عنهم بعد أقل من أسبوعين من اعتقالهم، وفي عام 2005 تم القبض على محمد الدريني بتهمة نشر التشيع وتم الإفراج عنه بعد 14 شهرًا ثم تم اعتقاله مرة أخرى في عام 2007 بعد أن تم القبض على مدير مركز "الإمام علي" الحقوقي المتهم بالتشيع.



آراء حول التشيع:



أثارت تصريحات وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق الأخيرة بشأن وقف ما وصفه بـ"المد الشيعي" في مساجد مصر، ردود أفعال واسعة حيث قال الدكتور عبد المعطي بيومي -أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر-: "الطبيعة المصرية لا تقبل المبالغات ولا الانحرافات الشيعية، فهو (أي المصري) لا يقبل مثلاً زواج المتعة، كما لا يقبل عصمة أحد من البشر، وإن كان من آل البيت، غير رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وذكر أنه قد "توجد محاولات لزرع التشيع في مصر لكنها فاشلة ومحكوم عليها بالانتهاء؛ فلا خطورة على الإطلاق من التشيع على مصر".
وحذر د. عبد المنعم البري، أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة جامعة الأزهر، ورئيس جبهة علماء الأزهر المنحلة، من المحاولة الشيعية المستمرة لاختراق المجتمع المصري وكشف عن وجود مجموعات شيعية انتشرت مؤخرًا في عدد من المدن الجديدة، وأوضح أن معظمهم من فرق الإمامية الجعفرية الاثني عشرية وهي من أكبر الفرق معاداة لأهل السنة.
وقال البري: إن آلاف الشيعة دخلوا إلى محافظة 6 أكتوبر ويحاولون التغلغل في المجتمع المصري السني لنشر المذاهب الشيعية.
وأضاف:"هناك زحف لعدد من قيادات الشيعة في عدد من المحافظات بالوجه البحري تم الكشف عنها مؤخرًا ومنها مدينة أبو حماد في الشرقية".
كما كشف عن تلقي لجان مركز التقريب بين السنة والشيعة الذي يرعاه الأزهر رشاوى من الجانب الإيراني تحت مسمى بدل محاضرات بلغت نحو ثلاثة آلاف دولار لكل لقاء يعقد، وهو ما يؤكد وجود نوايا غير سليمة لدى هؤلاء، كما حذر الدكتور أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر من مخططات نشر التشيع في عدد من البلدان العربية، وأكد الطيب أن وراء ذلك التبشير دوافع سياسية.
كما أشار الشيخ يوسف القرضاوي في وقت سابق إلى أنه كتب كتابًا حول الحوار والمذاهب ففوجئ بشخص يرد عليه بكتاب آخر عنوانه "القرضاوي وكيل الله أم وكيل بني أمية" فظن أن المؤلف من إيران أو من العراق أو لبنان غير أنه عندما سأل عنه وجد أنه من مدينة المنصورة بمصر وقد اعتنق المذهب الشيعي.
وحمل القرضاوي المراجع الشيعية في العراق المسئولية عن استمرار حمامات الدم ومسلسلات القتل والخطف والمجازر لعدم إصدارهم فتوى صريحة تمنع وتحرم تلك الجرائم التي ترتكب بحق السنة.
وقال موجهًا كلامه للشيعة: لا يعقل أن أقول أنا: أبو بكر رضي الله عنه، وتقول أنت: لعنه الله!!! فهذا أمر غير مقبول بالمرة.
وكان 22 من علماء الدين السنة في السعودية قد حذروا مؤخرًا في بيان لهم من خطورة الشيعة ودورهم في زعزعة استقرار البلدان الإسلامية وممارسة عمليات الاعتداء على أهل السنة.



ما وراء نشر التشيع:



لا يقتصر خطر نشر التشيع في مصر وغيرها من البلدان العربية على البعد العقدي ومخالفة ذلك لثوابت العقيدة عند أهل السنة، ولكن هناك بعدًا سياسيًّا لا يمكن تجاهله، ولعل هذا البعد هو الذي شكل موقف الحكومة المصرية من القضية طوال تاريخها؛ فقد اعترف رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني مؤخرًا، بامتلاك بلاده نفوذًا معنويًّا في دول المنطقة، موضحًا أن ذلك لخدمة مصالحها الخاصة.
وأشار لاريجاني في كلمة أمام المؤتمر العام للرابطة الإسلامية للمهندسين في طهران إلى نفوذ إيران في الدول الإسلامية، ومن ضمنها العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين، قائلاً: "إن القوة المعنوية لإيران في الدول الإسلامية تخدم المصالح الوطنية للبلاد".
وقد أفلحت طهران من خلال هذا النفوذ من تفجير الأوضاع في عدد من الدول تبعًا لمصالحها كما هو حادث الآن في لبنان والعراق واليمن والبحرين، وتسعى إلى ذلك في بلدان أخرى مثل مصر التي تعتبرها مفتاحًا لغيرها من الدول بالمنطقة؛ نظرًا لثقلها الثقافي والحضاري.



كلمة أخيرة:



تتحفز الحكومة المصرية في الوقت الحالي ضد مخططات نشر التشيع في البلاد؛ لإحساسها بخطورته على أمنها واستقرارها، وهو ما تم الكشف عنه مؤخرًا من استدعاء بعض العلماء لإعطاء محاضرات لضباط أمن الدولة لمواجهة هذه الظاهرة، إلا أن القضية لا ينبغي أن تقف عند الحدود الأمنية إنما هي قضية عقيدة في المقام الأول ويفترض الاستعانة بالعلماء والدعاة والجماعات الإسلامية التي ما زالت الحكومة تأخذ منها موقفًا سلبيًّا رغم أنها لا تتبنى العنف وتطلب المجال لنشر دعوتها بشكل سلمي.
وستكون هذه الجماعات بما فيها الجماعة الإسلامية التي أعلنت تخليها عن العنف أكبر عون للنظام في مواجهة هذه الظاهرة؛ نظرًا للتعاطف الشعبي الذي تحظى به هذه الجماعات السنية، خصوصًا أنها ليست في حالة صدام مع النظام في الوقت الحالي، كما أن الحل الأمني لن يجدي نفعًا وحده كما هو الحال في غيرها من القضايا القائمة على العقيدة والفكر.