لا إِله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين - حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا - لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم - يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك - اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة

Tuesday, January 31, 2012

الشعور بالخطر مدعاة للاجتماع

الشعور بالخطر مدعاة للاجتماع / رعد الشيخ
وكالة حق


لقد قضت سنة الله الكونية أنه عندما يشعر احد بالخطر فأنه يهرع إلى من حوله وبخاصة من كان منهم يشاركه نفس الخطر لكي يواجهوا ذلك الخطر سوية، وهذا لا ينطبق على الإنسان فحسب إنما على جميع المخلوقات، وهذا ما نشاهده في التقارير التلفزيونية عن الحياة في الغابات والبراري، حيث تلجأ الحيوانات عندما تشعر بالتهديد والخطر من الحيوانات المفترسة إلى التجمع وتلتصق بعضها ببعض لتدافع مجتمعة عن كل أعضاء القطيع، ولقد كسبت هذه الخبرة بالفطرة والتجربة العملية، وكذلك الإنسان بالعقل الذي كرمه الله به وميزه عن باقي مخلوقاته، عرف هذا السلاح الناجح والصالح لكل الأزمان والأماكن.
كما أن جميع الأديان السماوية تأمر بالاجتماع وعدم التفرق دائما و بالخصوص عند التعرض للخطر والتهديد، والدين الإسلامي بين ذلك بوضوح من خلال النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، حيث أمر بالاجتماع في الحرب والسلم ونهى وحذر من الفرقة والانفراد وفضل العبادات الجماعية على المنفردة.
ولقد نجحت الصهيونية في استخدام قضية الخطر والتهديد الذي أقنعت به يهود العالم أنه يحيق بهم في جمعهم بمكان واحد وصهرهم في بوتقة واحدة رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم، واختلاف عقائدهم وتوجهاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وقدموا التضحيات المادية والبشرية ولازالوا يقدمون منذ أكثر من ستين عاما من أجل التغلب على هذا الخطر والتهديد الذي اصطنعته الصهيونية، وهو ليس حقيقيا.
ولكن وعلى خلاف ذلك نرى أهل السنة في العراق على الرغم من أن الخطر كبير ،وواقعي وليس وهما، ويشعر به الخاصة والعامة، الصغير والكبير، وهو خطر يتهدد دينهم وحياتهم بل ووجودهم أصلا، فأنهم بالمقابل يزدادون فرقة واختلافا وتشرذما ولا سيما من حمل منهم لواء المقاومة للدفاع عن العرض والأرض والدين بوجه الاحتلال الأمريكي، فالتفرق والاختلاف على أشده في هذه الفئة من أهل السنة والذين هم من ينعقد عليهم الأمل في التصدي لذلك الخطر ومواجهته، فلقد خالفوا الفطرة التي فطر الله عليها مخلوقاته، وخالفوا أوامر الدين الحنيف بالاجتماع ونبذ الفرقة، وخالفوا قواعد الحياة المجربة.
وهذا التفرق كان مدعاة لتغييب الانجاز الميداني الكبير الذي حققته فصائل المقاومة، مما جعل المشروع المقاوم يفقد شعبيته ، بل ويفقد توازنه ازاء بعض التحديات التي واجهته.
 ان ما تحتاجه المقاومة في العراق في ظل التحديات التي تواجها والمخاطر التي تنتظرها والمؤامرات التي تحاك ضدها هو الاجتماع، وهذا ليس ببعيد اذ ان القواسم المشتركة بين فصائلها واسعة ، وانها خطت خطوات جزئية في مشروع الاجتماع وان تعثر في بعض مراحله ، فالتعثر وحتى الانكسار او الفشل  ليس مدعاة لرفض أصل المشروع ، فان المسلمين حينما انكسروا في معركة احد لم يتخلوا عن المشروع الجهادي ، بل نجد القائد الأعلى للجيش الإسلامي رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعلى الرغم من الجراحات التي أصابته في جسده الشريف وما أصاب أصحابه رضي الله عنهم ، فانه يستنهض من شارك في المعركة على تعقب جيش المشركين ، وينطلق جيش النبي عليه الصلاة والسلام الا ان المشركين أسرعوا في دخول مكة حتى لا يخسروا انجازهم.