لا إِله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين - حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا - لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم - يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك - اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة

Saturday, February 12, 2011

احمد نجاد ليس بطل المسلمين




كتبه / مروان الجبوري
marwan@haqnews.net

11/10/2010


لماذا يجب أن يكون هناك بطل في حياتنا، لماذا نبحث دائما عن بطل، بطلٌ نمارس عليها طقوس الأبطال، نشجعه وننصره (بالكلام طبعا) ونحب من يحبه ونكره من يكرهه، جمال عبد الناصر، صدام حسين، أسامة بن لادن، والمضحك المبكي إن أخر أبطالنا هو احمدي نجاد .

السؤال الذي يطرح نفسه هل كل من يقف بوجه الشر هو خير، قد يكون ما شاهدناه في حياتنا منذ أن كنا أطفال من أفلام رسوم متحركة وأفلام سينمائية هي احد أسباب هذا الاعتقاد، ولو أخذنا فلم غرندايزر الكارتوني مثالا، وهو احد الأفلام الذي من المؤكد انه شكل جزء من وعي كل من شاهده فيما يخص هذا الجانب من التفكير، سنجد أن هناك عنصران عنصر الشر يواجهه عنصر الخير ليوقفه ويفشل مخططاته الشريرة ،وهناك أيضا عنصر مهم وهم الناس الذين يدافع عنهم غرندايزر والذين يظهرون دائما وهم يركضون خوفا من الوحش وفي وجوههم علامات الخوف والدهشة الغبية، وأقول الغبية لان في كل حلقة يأتي وحش ليقتلهم ويدمر مدنهم، يختلف عن الوحش السابق في الشكل فقط، دور هؤلاء في هذا الفلم هو الموت أو الهرب وهم ينظرون إلى السماء بحثا عن البطل غرندايزر الذي سيأتي لإنقاذهم، يبدو أن هذه الرسوم المتحركة قد أثرت فينا تأثيرا كبيرا، أثرت في تصرفاتنا وحكمنا على الأشياء، فها هي أمريكا ومن خلفها إسرائيل قادمة بمشاريعها ووحوشها المختلفة، في كل يوم نفقد بلدا من بلاد المسلمين، وكل ما نفعله هو لعب دور الناس الذين يركضون في كل مصيبة، وترى على الوجوه نفس علامات الخوف والدهشة التي يؤسفني أن أقول الغبية، فنحن نتفاجئ من كل مصيبة تحصل كأنها شيء غريب، مع أن حياتنا أصبحت حلقة مكررة لا يختلف فيها إلا الوحوش، أما نحن فنبحث ومنذ سنوات عن البطل الذي سوف ينقذنا حتى أصبحنا نرى الوحوش أبطالا !
إيران، الدولة الإسلامية، عدوة إسرائيل وأمريكا، التي أصبحت خصم أمريكا الأول في المنطقة، والتي لا تزال تناضل من اجل فلسطين والقضايا الإسلامية الأخرى، وأخر ما تناضل من اجله هو المشروع النووي الذي سيكون قوة للمسلمين، العبارات السابقة هو ما وجده البعض "كباحثي أبطال" في إيران لتصبح بطلنا الجديد الذي يجب أن نشجعه ونلتف حوله، ونسوا ما تقوم به إيران كل يوم في العراق من قتل وتعذيب واغتصاب وتهجير وتدمير للبنى التحتية، إضافة إلى دعمها لكل مشاريع الفتن التي تصيب الأمة في دول الخليج ولبنان واليمن وغيرها، والغريب ان من بين المتأثرين بالبطل الإيراني والذين لا نتوقع أنهم أصبحوا جزءا من مشروعه عدد كبير من النخب بوزن الأستاذ محمد حسنين هيكل، والأستاذ عبد الباري عطوان والشيخ يوسف القرضاوي والدكتور محمد سليم العوا وغيرهم الكثير ممن يؤثرون بشكل كبير في تشكيل الوعي العام للشعوب العربية(الباحثة عن الأبطال)، فها هو الأستاذ هيكل يزكي الحكومة الإيراني ورجالاتها ويستدل على ذلك بأن رافسنجاني قال له عندما ذهب إلى إيران ان أمنيته في الحياة هي أن يكون طالب علم في الأزهر، هل كان الأستاذ هيكل يتوقع من رافسنجاني الذي يتعبد بالتقية التي تعتبر تسع أعشار المذهب الشيعي بان يقول حقيقة ما في قلبه، وهو الذي أرسل جنوده إلى العراق ليحرقوا عشرات المساجد ويقتلوا مئات رجل دين فضلا عن قتل الآلاف من الكفاءات العراقية، فلو نطق رافسنجاني بما اضمر قلبه لقال ان أمنيته في هذه الحياة هو حرق الأزهر وقتل علمائه كما فعل الخميني عندما أرسل عصاباته لتفجير مكة المكرمة، ولكن ليس هذا ما تفعله إيران فالحق يقال الإيرانيون قوم أفعال لا أقوال، أما الأستاذ عبد الباري عطوان فيقول ان إيران هي الداعم الأول للمقاومة في لبنان وفلسطين إذ علينا أن نساندها وندعمها وان لا نقف ضدها، ويبدوا ان الأستاذ عطوان قد فتح عين وأغمض الأخرى، فتح عين على فلسطين ولبنان وأغمض الأخرى عن ما تقوم به إيران من مجازر في العراق، وليس هذا المقال لشرح أسباب دعم إيران للمقاومة في فلسطين ولبنان فقد قيل عنها الكثير ووضحت أسبابها، ويكفي هنا أن نقول ان مافعلته إيران من جرائم بحق المسلمين في العراق لم يفعله اليهود في فلسطين ولبنان وكل هذا موثق بالوثائق والأفلام و قسم الأفلام في وكالة حق وغيرها من المواقع المهنية المهتمة بالقضية العراقية مليء بهذه الأفلام التي فضحت إيران ووثقت جرائمها في العراق، وأتذكر هنا عندما كنت جالسا في الاعظمية قبل أربع سنوات مع عدد من الشباب وظهر الشيخ القرضاوي في اجتماع مع عدد من رجال الدين الإيرانيين وهو يدعو إلى الوحدة والتآخي مع الشيعة وكيف أنهم جزء مهم من الأمة الإسلامية فقال احد الشباب متهكما وهو يكاد ينفجر من الغضب "لو أن القرضاوي هذا قضى ليلة واحدة في مسلخ براثا (مسجد شيعي معروف في بغداد) لعرف معنا الوحدة والتآخي مع الشيعة " وانأ متأكد بأنه لم يكن يتمنى ذلك للشيخ القرضاوي ولكن الغضب والحزن هو ما دفعه لهذا القول.
لذلك على نخب الأمة من علماء ومثقفين أن يتوخوا الحذر فيما يخرج من ألسنتهم وان لا يستهينوا بكلامهم هذا الذي يساندون فيه إيران وجرائمها في العراق، فمساندتهم هذه تجعلهم مشاركين في هذه الجرائم، وتجعلهم مشاركين في إظهار إيران على إنها البطل الجديد وهذا اخطر، لأنه سوف يسمح لها بالتحرك بشكل أكثر تأثيرا في مشروعها ألتدميري.
ان ما يجري ألان في المنطقة من حرب بين أمريكا وإيران المتجسدة بشكلها الواضح في العراق هي حرب للسيطرة علينا، في هذه الحرب لا يوجد متفرج أما أن تكون مع هذا أو مع ذاك، و الخيار الثالث هو أن تكون الضحية في كل الأحوال، للأسف هذا ما هو متاح أمامنا ألان.
في الأوقات الطبيعية الخير هو من يحارب الشر ولكن في هذا الزمن الذي نعيشه الحرب بين الشر والشر الأخر، فخندق الخير لا يزال في مرحلة التكوين وهو يحتاج من المسلمين دعما وتأييدا وتكافل ، خندق الخير لا يحتاج إلى أناس ينظرون إلى السماء بانتظار البطل، خندق الخير يحتاج إلى من يساعده في تكوين البطل لا من ينتظر قدومه.